وصرخ بأعلى صوته :أخيرا تحقق الحلم لم يصدق ما حصل له كيف سيواجه الناس وكيف يشرح لهم لان احدا عاقلا لن يصدق روايته المجنونة...... ليس ذلك مهما المهم ما يشعر به هو.............
بداية شعر بأحاسيس لم يألفها و أحس برغبات سرية لم تخطر على باله صبيا . ومع ذلك كان شعورا لذيذا أيضا طريقة تفكيره ونظرته للحياة اختلفت اختلافا جذريا سخر كثيرا من نظرته السابقة للحياة والناس عرف الآن لما كان الكبار يتصرفون تصرفات لم يفهمها سابقا فالنفاق والحسد والغيرة والتكبر والخيانة والنذالة كل تلك المفاهيم لم تكن في قاموسه الصغير ,, المليء بالبراءة والصفاء والصدق آه آه ياللكارثة هل من المعقول أن يكون حلم حياته وهما في وهم !؟
رغبته الشديدة في الانتقال الى الرجولة انقلبت كابوساً مزعجاً صار العقل يعمل ويخطط .. أحياناً خططا شريفة وغالباً خططاً شيطانية .. الحياة مع الفكر والعقل بائسة ومؤلمة ... يالها من بداية كان يظن انه سيكون رجلاً سعيداً حراً مالكاً لزمام نفسه وإذ به يصبح أسيراً ذليلاً لأفكار وأسئلة لم يجد لها إجابة...... ضحك كثيراً وتذكر أيام الطفولة التي كانت عبارة عن أكل ولعب ونوم و دون تفكير ودون إحساس بالزمن والحياة والموت والعقاب كانت الحياة جنة فقط أما الآن صارة نار وجنة . سحقا لهذه الأمنية اللعينة ... !!
صار الآن كبيراً دون ان يعلمه احد الفرق بين الحق والباطل ... لم يتعلم من أمه وأبوه او لم يتسنى لهما الوقت ليعلمانه الحياة .. لم يقل له أحد أنه سيحاسب على كل كلمة يقولها وكل عمل وكل شاردة وواردة ,, لم يتعلم ان النية هي الأساس .. وان نيته في كل ما يصنع في دنياه يجب ن تكون لله تعالى وقبل كل ذلك لم يعلموه ان يحب خالقه وان تكون عبادته بناءا على ذلك الحب.... لم يعلموه ان الصانع هو اعلم بما صنع وهو من يقدر على رسم معالم الحياة الصحيحة والموصلة الى الهدف المطلوب . لم يعلموه ان عمره مهما بلغ ولو مئة عام سيموت لا محالة وان الحياة الحقيقة هي بعد الموت وهي الخلود والبقاء الحقيقي .. بكى بحرقة وألم على غبائه وقصر نظره نزلت دموعه كالمطر حزن دفين خيم في كل خلية من خلايا دماغه .... أخيرا استسلم وألقى بجسده على السرير الصغير ونام بعمق حتى طلع الصباح .... دخلت أم الصبي لتوقظه ووجدت عجبا صعقت وذهلت .... يتبع