ايها العصفور
ان الجبال على علّوها كانت اكثر اصدقاء الارض قربا من السماء
ومنذ طفولتي و هي تحكي لي الحكايات عن رحمة السماء و جمالها
و لكن الآن !
بالله عليك ايها العصفور اخبرني هل هذه الأصوات الغاضبة من السماء حقا !
فانا لا أريد أن افقد شيئا جميلا نما في مخيلتي منذ زمن بعيد
وان كان هذا الغضب فعلا من هناك لماذا لم يظهر حتى الآن
لماذا هذا الاختلاف بين سماء الأمس وسماء اليوم ؟
زقزق العصفور
فهدأت الأرض قليلاً
عرفت من زقزقته انه لا يزال سعيداً
فارتاحت
لأنه من الممكن ان يكون الخطأ منها لا من السماء
فرحت وقالت سأبحث عن كل ما في عالمي من أخطاء
فلربما هذه السماء ترى ما لا أراه
ما الذي يغضب ا لسماء يا ترى ؟
أجالت الأرض ببصرها بين الجبال و السهول و الأنهار
بين الشجر و الطير و البحار
عبر الهواء و الماء و التراب
وعندما لمحت الإنسان توقفت و تأملت ثم تنهدت
انه الإنسان وحده من بين كل الخلائق من يجلب الخير و البركة لكنه نفسه من يذهب بها
هو ملاك الأرض لكنه أحياناً شيطانها
قل لي أيها العصفور
كيف استطيع ان اسحب من روح البشر شياطينها ؟
قال العصفور
أنا ابن الأرض و السماء لكنّني منذور لما بينهما
لست للملائكة فهي لا تحتاجني لكنني يدها البيضاء التي تنزع سكاكين الشياطين من أرواح البشر
- لماذا الألم أيها العصفور
-كي يزداد بريق الحق في قلب البشر عندها فقط يزداد الحق قوة فلا يعود هنالك مكان للشرور ولا لالامها
و تضحك الأرض فرحا بكل روح نقية و ترميها بسمة في السماء
حتى تمتلئ السماء بتألقات الفرح
لكنها تخاف على أولادها الابتعاد كثيراً في غياهب المجهول
لذلك عاهدت أول من تطهروا ان يبنوا لأنفسهم أبراجاً في السماء
ليستقبلوا فيها إخوانهم الجدد
و منذ ذلك الحين حتى الآن
وفي كل شهر من العام
يزداد نور احد الكواكب التي نشأت لاحقا داخل هذه الأبراج لأنه يستقبل مواليدا جددا من الأرواح المتطهرة
أما الأرض فأنها حتى الآن تضحك أحياناً وتحزن أخرى لكنها لا تتذمر
فمن فصولها المختلفة تأخذ الحياة نكهتها ولونها
و هكذا
و في الغد القريب ستضحك الأرض كثيرا وتنسى الألم
سيصبح لها وجه واحد لكنه باسم دوما
رغم تعدد الفصول