المثل الشائع يقول : المكتوب يقرأ من عنوانه.
الشعارات والهتافات عوامل مهمة للإبقاء على توهج الثورات وضبط إيقاعها للوصول إلى غاياتها ، لكنها تشكل في الوقت نفسه مرآة تعكس ماهيتها ونهجها و أهدافها...
بالنسبة للحالة السورية تأخذ الشعارات والهتافات منحيين متعاكسين فشعارات مثل (الموت ولا المذلة )– ( سوريا بدها حرية ) - (الشعب يريد إسقاط النظام ) - (الشعب يريد رئيس جديد) ...
وغيرها من الشعارات المشابهة فهي بالعموم شعارات مشروعة وتندرج في سياق الحرية السياسية ، وتنسجم مع الجو الربيعي الذي يخيم علينا !
أما النوع الآخر فهو مثير للاستغراب و الخوف ، ويطرح أسئلة مشروعة وهواجس كثيرة .
ما هي الرسالة التي يوجهها المتظاهرون بهتاف (دينك يا محمد دين عز) للمسيحيين وللأقليات المذهبية ؟
هتاف آخر يبشر فئة بهجرة أبدية إلى بيروت و يغلق على الأخرى باب التابوت ،
أما الهتاف المشين الذي يتناول الرئيس الراحل حافظ الأسد – رحمه الله -
فهو بشكل قاطع استفزازي غايته الوحيدة توجيه رسالة دموية لشريحة محددة لزيادة الاحتقان المذهبي وفرص الحرب الأهلية.
هنا لا نتحدث عن مجموعتين منفصلتين من المتظاهرين فالذي يطلق العنان لحنجرته للهتاف الأول يبح صوته من شدة ترديده للنوع الثاني.
لا يمكن أن تكون كريما وبخيلا بآن واحد، ولن تكون شجاعا و جبانا في لحظة حاسمة، إذن كيف ستكون مسالماً وإرهابيا على طريق واحد ؟
لا أستطيع النظر إلى هؤلاء إلا كمرضى فصاميين أو كدعاة قتل وتفرقة وفي الحالتين نحن أمام مشكلة كبيرة، ويبقى الرهان على من يظل محافظاً على عقله في عدوى التصرفات الغرائزية.
في النهاية ليكن شعارنا ( كلنا سوريون قبل أن نكون أي شيء آخر...) .