اعذرني يا زياد يا رحباني يا أيها المبدع الكبير أن تطاولت على إبداعاتك فقد عصرت دماغي طويلا, ونبشت أفكاري كثيرا
وبحثت في فوضى العبثية التي تسكنني, فلم أقع في غرام أي أغنية سوى أغنية الثورة التي صدح بها نزلاء الفندق في نزل السرور
فنحن في سوريا يا نور عيني رحنا ضحية ضحية الحركة الثورية.
قبل أن يأتي العفريت كنا نغني الأراسية والآن نضطر أن نغني نشيد الثورة (ريفولوسيوني).
قبل أن ننزل جميعنا إلى الشوارع موالين ومعارضين ونختنق في زحمة السير وننام ونفيق قبل أن نصل إلى أية مكان ونلعن الساعة ونلعن العمر.
قبل أن نحمل سلاحا من نوع الفنبكشن الدارج جدا في هذه الأيام ونقتل بعضنا وكأننا في فيلم امريكي من نوع الأكشن القوي ولمن هم فوق ال18 .
قبل أن نموت ببضع دقائق يا إخوتي نسينا أن نعيش نسينا بأن الحياة تنتظرنا .
نسينا أن مقاهي الليل وأغاني أم كلثوم وحجارة دمشق القديمة اشتاقت لوقع خطواتنا الرخيمة .
تلك الأزقة الضيقة اشتاقت لي ولك أيها السوري الحبيب تلك الأزقة لا تتسع لسواك ولحبيبة ولقبلة هاربة في صقيع الليل والإنفراد.
معسل التفاحتين يلهث لأنفاس مواطن سوري .
صوت فيروز في الصباح وفنجان قهوة بطعم الهيل ومطر تشرين الذي يبكي على أسطح نوافذنا يغمز لنا من بعيد.
كل هذه العجائبيات في الحياة ألا تجعلنا نطير كحمام في محيط الأموي, ونزرع أنفسنا شجرة على العاصي, وندور كناعورة في حماة.
جميعنا نبحث عن الحرية والحرية هي أن نعرف الحياة.
سيعلم السوريون جميع العالم كيف أنهم يستطيعون تغيير التاريخ بوردة حورية حمراء, وليس ببندقية فلغة الكلام لن تتعطل
وسنخاطب بعضنا بلغة العيون والقلب والحب فالحبيب مشترك .