تمتلك سوريا مقومات سياحية جيدة بل منافسة لأكبر وجهات السياحة العالمية , من طقس معتدل وإمتداد جغرافي يمتد من الساحل إلى الجبل إلى الصحراء , وتعاقب الفصول الأربعة وعمق تاريخي وحضاري و ثقافي قل نظيره  .

 ما جعل بلدي سوريا من أهم بلدان العالم جذبا للسياح , فقد إحتلت المرتبة الثالثة  عالميا بالنمو السياحي وإحتلت مرتبة متقدمة أيضا في تطوير سياحة الأعمال ,دمشق وحلب أقدم مدينتين مازالتا مسكونتين في التاريخ , وما لهاتين المدينتين من إمتداد حضاري قبل التاريخ , وما كان لدمشق من دور في إنتشار المسيحية للعالم , لقد كانت عاصمة الأمويين  ومهد للفتوحات الإسلامية , حيث كانت عاصمة لأكبر دولة إسلامية في التاريخ .  

وصل عدد السياح في سوريا عام2009إلى أكثر من 6ملايين سائح تصل قيمة إنفاق السائح الواحد فقط إلى 900 دولار بمتوسط إقامة 10 أيام   ولقد إرتفع عدد السياح في النصف الأول من عام 2010 ليصل إلى 4 مليون سائح , من 2.5مليون  سائح في نفس الفترة من عام 2009 , بمعدل نمو بلغ 63% وهو معدل مرتفع جدا قياسا بمعايير السياحة الدولية. 

 وإرتفع إنفاق السياح إلى 3.6مليار دولار , ما يرفع مساهمة السياحة في الناتج السوري إلى 11.2% خلال العشر سنوات الأخيرة.   لا شك أن هذه الأرقام مبشرة بإزدهار (صناعة) السياحة في بلدنا الحبيب , نعم صناعة , وهي صناعة ترد علينا مئات المليارات من الدولارات إذا ما استمرينا بالتخطيط والتنفيذ السليمين للإستراتيجيات  السياحية المدروسة .

وحسب خطط وزارة السياحة فهي تعمل على تحقيق توازن بين النمو في عدد السياح وبين النمو في البنية الأساسية السياحية.   

ولعلني أصل إلى مبتغاي هنا من حيث التركيز على تحقيق شيء بسيط و هو يحتاج إلى عمل و ذوق في نفس الوقت , هو الإهتمام بجمال شوارع مدننا و ريفنا الجميل , بتخطيط الشوارع بالخطوط  البيضاء والصفراء  و عدم ترك أي شارع في سوريا العزيزة بدون تخطيط وإهتمام وتذويق ... 

مما يكون له بالغ الأثر على إعطاء بلدنا رونقا رائعا ,  يكون عامل جذب سياحي كبير , لأن السائح ينظر إلى جمال منظر الشوارع في أي بلد يزوره ويكون مقياسا له لتقييم جمال هذا البلد عن غيره.

أليس غريبا أن نجد شوارع رئيسية في دمشق وحلب وباقي المدن الكبيرة والمناطق السياحية , غير  مخططة ولا يوجد فيها أي لمسة جمالية تزيد جمال هذا الشارع أو النفق أو الجسر ؟؟؟؟؟؟  

فلنبدأ من هنا وسنرى تغيرا جماليا ملفتا يلون شوارعنا,  ويزيد عدد السياح , ويزيد دخلنا الوطني  ولتبقى بلدنا قبلة السواح , ولننافس على إقتاص المراتب الأولى عالميا ... ولم لا ؟؟؟ !!!