إخوتي المسلمين وعلى رأسهم سيدي الرئيس:
أنا وبكلِّ فخر شابٌّ سوري.. خلقت في الشام..
رضعت محبة ولطف غوطتها.. وشببت على عنفوان قاسيونها..
تعبت كفي لكثرة السلام الذي أرميه حيثما مشيت في شوارعها.
أحس أننا البلد الوحيد في العالم الذي يُسَلِّم الناس على بعضهم فيه حتى ولو لم يكونوا يعرفون بعضهم بعضاً!..
أتعرفون يا إخوتي؟
حفاظاً على وقتكم الثمين وحتى لا يأخذني الحال في الغزل بالشام لأنني لن أنتهي.. سأدخل في الموضوع فوراً:
لطالما تعلمت من أبي وأمي.. ومن جارتنا أم موفق.. ومن الحلاب والبقال والنجار وعامل النظافة في حَيِّنا.. أننا في سورية إخوة.. بإذن الله.
وأعرف جيداً أن أبي وجدي وأبو جدي وجد جدي... إلخ هم سوريون!..
وأعرف أنه لم يمر يوم على هذه الأرض التي لا تضاهيها أرض في عيني، ولا يضاهي ترابها كل ما في الشرق والغرب.. إلا ونحن فيها.
فلا أرى نفسي إلا وكما خلقت فيها أريد ان أموت فيها.. حُبّاً.
يا إخوتي السوريين
أنا لم أكُن يوماً رجلاً طامحاً لمنصبٍ سياسي.. ولن أكون..
فأنا أفضل بصراحة.. منصب كاتبٍ أو ملحنٍ أو ربما.. حالمٍ كلَّ مساء على أنغام النجوم المتلألئة في سماء الشام.
لكن إن سألتموني لماذا أنا حزين.. أقول لكم وأنا حزين بحق:
أنا ابن هذا البلد وأقبل أن أكون مواطناً وفقط.
لكني لا أقبل أن أُعامَل معاملة مواطنٍ " من الدرجة الثانية".. لأنني أُشهِدُ الله أنني مواطن من الدرجة الأولى..
لذا.. لو سمحتم.. أعطوني سبباً واحداً.. ومقنعاً.. لأسكت عن هذا الحق الذي سلبني إياه أحد ما لا أعرفه وأنتم يا إخوتي السوريين.. السوريين فقط من أريد أن تعطوني إياه:
رغم أننا في بلدٍ يعيش فيه الجميع متفقين على مبدأ:" الدين لله والوطن للجميع ".. إلا أن ديموغرافية البلد وسيكولوجية الفكر التعاطفي الديني السائد والمُبَرَّر من البعض سيجعل فكرة انتخاب رئيس غير مسلم لسورية غير واردة، وبكل الأحوال يجب أن نعتبر كسوريين أن المهم هو أن يكون الرئيس سوري.. مثلنا!.. فما الفائدة من إضفاء الشرعية على الطائفية بذكرها في الدستور عبر الفقرة الأولى من المادة الثالثة من نص الدستور الذي يعتبر المواطن من أيِّ طائفةٍ كان كامل الواجبات والحقوق مثل أخيه المسلم تماماً!
رغم أن ورود الفقرة الثالثة من الدستور بشكلها الحالي لن ينقص من ولائي وحبي لوطني، إلا أنني أستحلفكم إخوتي أن تعيدوا النظر في الموافقة على توقيع دستورٍ يحوي كلمةً تميِّز سوريّاً عن سوري آخر.. بالحقوق والواجبات.
ملاحظة: قد تقصَّدت عدم ذكر طائفتي في كل ما أسلفت لأنني أسعى لإيصال فكرتي بكلامٍ سعى نحو الكمال:
" طائفتي سوري وفقط "..
لا أريد الرئاسة.. أريد المواطنة الكاملة.