news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
هل هناك ما يسمى عالم الأحلام ... بقلم:الكنار الحزين

سارت في عتمة الساعات, تشتم رائحة الفجر الحزين.. سارت تائهة لا تعلم اين تحط رحالها رحال صدرها المثقل من كثرة الاوجاع و الالام التي مرت بها..


قلبها الذي ملك حنان الكون وفي لحظة فقده  عينان توغلتا في متاهة الاهات ولم تجدا مخرجا سوى بحر الدموع  هناك احست بالتعاسة و الاسى و الحزن على ماض فات.. مرت فيه الايام كالساعات و اللحظات كالأطياف نامت تعبة من كثرة التفكير..

احست في تلك اللحظة انها تعيش عالما مخالفا للأرض عالم خلق فيه الملائكة فقط  لم يعرف ابداً الشر ولا الاشرار نظرت حولها هنا وهناك كل شيء غامض وجميل  لا بل فائق الجمال و مليء بالحب و الحنان        و الصدق و الاخلاص لا وجود للكره و الكذب , هذا هو العالم الذي رسمته في مخيلتها اعوام و اعوام..

كانت ترسم سرابا لم تعرف يوما انه سيتحقق  و فجأة وجدته امامها هل سيسمح لها سكان هذا القصر ان تبقى؟؟؟

لماذا لا... وهي احدى اللواتي اقسمن ان يهبن قلبهن للقمر , بكت.. تمنت.. خافت ان تفتح عيناها لتجد نفسها في دوامة الحياة القاسية  تحلم

في تلك اللحظة ظهر امامها طيف جميل و سألها عن اسباب خوفها..

فأجابت.. هناك... لا وجود للاخلاص في عالمي عندما تحب عليك ان تعلم مهما حاولت ان تحب بصدق ستخسر في نهاية المشوار لانه كتب على ابناء البشر العذاب و الخوف من مشاعر صادقة لا وجود لها الا في عالم القصص و الاحلام..

 

_ ألست من ذاك العالم؟؟؟

_ أحس اني حورية غضب منها البحر فعاقبها بالنفي من قاعه و سرق منها ذيلها الذهبي ليعطيها قدمان تسوقانها الى طريق الهلاك او نجمة عصت أوامر القمر فأنزلها عن عرشه و رمى بها في قاع العذاب..

أحس اني فراشة خلقت بغير جناحان و كتب عليها عدم الطيران ما أحسست يوما يا سيدي اني بنت للبشر.. لانهم لا يعلمون معنى الحب و أنا لم أعرف يوما الا ان أُحِب..

_ ما سبب مأساتك؟؟ و كبف وصلت الى هنا؟؟

فهذا الكوكب محرم على الخاطئين.. ولا يستطيع الوصول اليه الا انقياء القلوب و المحبين الصادقين..

_ لا أعرف..

كل ما أعرفه اني مشت كثيرا و لا اعلم كم من الايام او السنين مشيت..مشت وفجأة وجدت نفسي هنا..

نظر اليها بكل حنو و عطف.. لم يعرف سبب لهفته اليها سمح لها بالبقاء مدة قصيرة في كوكبهم من ثم عليها الرحيل, و بعد ايام مرت عليها كأنها سنين من السعادة قد تعرفت بها الى كل ماهو جميل ونقي في ذلك الكوكب الغامض, أُمِرَت ان تعود من حيث جاءت.. فكوكب الأحلام لا يستقبل الغرباء..

بكت و بكت.. لم تجد سبيلا الا العودة ودّعت كل من عرفت.. طيور السماء.. اسماك البحار و الفراشات           و الازهار حملت رحالها المتعبة حزينة متألمة ومشت, فجأة .. وقف أمامها ذلك الفارس الجميل وقال:

من الظلم ان يعيش الملائكة بين الاشرار.. من الظلم ان نرى زهرة تتفتح بين الاشواك .. عليك البقاء هنا.. فأنت خلقت لتكوني واحدة منا.. فأنا ارى نقاء قلبك و أحس بالاخلاص يعيش داخل روحك.. لم اشعر للحظة انك بنت للبشر..

_ و كيف السبيل لان ابقى؟؟ و قوانين عالم الغرام لا يقبل الغرباء؟؟؟

لم يجد الفارس حلا الا بالزواج منها بعد ان أحس بحبها منذ اللحظة الاولى..

تزوجا وصارا قلبين اتحدا ليكونان نجمة تنير الطريق في عالم الاحلام..

هناك في ذلك العالم أحلم ان أكون حيث ولد الحب و الغرام..

هناك مكاني .. حورية او نجمة او فراشة عادت لها اجنحتها من جديد..

 

2010-11-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد