لملمت أحرفها و مسحت ذلك الغضب الذي تربع عرش افكارها.. أغلقت نافذة روحها المتألمة و فتحت باب عقلها و سألت.... لماذا؟؟؟..
لماذا يعتقدون اني رحلت و اني بت خيالا لا يوجد الا في عالم الاوراق و الاقلام او مجرد أحرف جمعت لتشكل أحد كلمات الابجدية..
لماذا اصبحت كأي حرف نفي او أحد حروف العلة في سياق الكلام.. هل أنا مجرد كلمة تكتب او كأي كلمة تقال..؟؟؟
بكت بغضب و حزن و ثارت على من ألمها بالأمس و جرحها اليوم و سيدفنها بغطرسته غدا.. هاجت و عصفت زوبعة من ألم كادت تقتل روحها و تفجر احساسها..
ثم هدأت فجأة.... من انت لتنتقدني...
الف.. شامخة مرفوعة الرأس يعتليها الحياء..
نون.. تنضح أملا ينير القلوب ببهاء..
واو.. تجمع سحر الكون و رقة بساطة النبلاء..
ثاء.. ترسم بسمة فوق الثغر بكل كبرياء..
و تاء مربوطة.. تخبئ بين طياتها كل حنو الارض و عطف السماء..
كنت ومازلت و سأظل قوية شامخة.. و سأنتهي مع انتهاء الكون لأني استمد صلابتي من شموخ الجبال..
و استلهم نوري من ضوء النهار..
اجمع دفئي من حرارة خيوط الشمس..
الملم خجلي من عتمة خدود الليل..
و استجمع حيائي من بريق ضوء القمر..
سأثور على من يجرح احساسي أمواجا لا تنتهي, استمد صلابتها و اصرارها من زبد مياه البحر..
هذه انا.. و لدت منذ بدأ الخليقة.. و سأظل كما عُهدت حرة أتلألأ على حبين كل امرأة عرفت كيف تحتضن دفئي في اعماقها لأزين دبهتها بأنوار نجومي الساطعة..
مهمت نعتتني غطرستك و قالت.. أصبحت للأسف مجرد حروف منسية..