news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
على بساط شركة الطيران السورية... بقلم : م.رنا

منذ مدة مضت كان لدي إجازة من العمل فقررت, وأنا المقيمة في مدينة دمشق, السفر إلى مدينتي حلب.

 


طبعاً وبسبب عدم استقرار الأوضاع على الطرقات البرية من دمشق إلى حلب, قررت كما معظم الأشخاص الذين لا يحبون المغامرة أن أستقل طائرة إلى حلب. وبما أنه لايوجد طيران داخلي غير السورية للطيران, عزمت أمري وحجزت على متنها.

يوم السفر ذهبت إلى المطار في الوقت المحدد, انتهت إجراءات الدخول للطائرة بسرعة وأقلعت الطائرة في موعدها, الكثير من التقدير انتابني بسبب عدم التأخر بالإقلاع كما يجري عادة.

بقيت عدة أيام في أغلى مدينة على قلبي وجاء وقت الرجوع.

 

كان من المفترض أن تنطلق طائرة العودة من حلب الساعة السابعة مساءً, ولكنني فوجئت عند وصولي مطار حلب أن الرحلة أجلت حتى العاشرة وخمس وأربعين دقيقة.

طبعاً توجهت إلى مكتب السورية للطيران كي أستفسر عن الموضوع ظناً مني أن هنالك خطأً في بطاقتي أو في رقم الرحلة, ولكن الموظف وبكل هدوء أخبرني بأن رحلتي التي حجزت لها منذ أسبوعين سابقين أجلت إلى الموعد الحالي وأن لا خطأ جسيم حصل سوى أن الشركة نسيت أن تخبر الركاب بالموعد الجديد.

طبعاً ثرت واحتديت على الموظف لأنني سأضطر للإنتظار ثلاث ساعات متتالية حتى موعد الرحلة, الموظف وضح لي أنه لا يوجد حل إلا الإنتظار والشهادة لله أنه طلب مني عدم الغضب لأنه على حد قوله غضبي لن يحل المشكلة.

صحيح أن غضبي لن يحل المشكلة ولكن مالذي سيحلها سألته, فأجابني بأن علي الجلوس وانتظار موعد الإقلاع الجديد.

انهيت ثورة غضبي وهدأت نفسي وجلست, بعد قليل وجدت أن موظفي التنظيف استغلوا عدم وجود رحلات مغادرة على المدى القريب, فبدأوا بغسل الأرض وسكب المياه, بصراحة كل نسمة هواء هبت تجاهي حملت لي يوم مرضٍ إضافي.

أخذت أفكر, من المسؤول عن الخطأ الذي حصل معي, أليس من المفترض أنه إذا تأجلت أو ألغيت رحلة طيران لسبب ما, أن يتم الإتصال هاتفياً بجميع الركاب الذين حجزوا على هذه الرحلة - وقد حدث هذا معي مرة - لإعلامهم بالموعد الجديد.

تمنيت في لحظتها أن يظهر أمامي الموظف أو الموظفة من شركة الطيران السورية والذي تسبب بجلوسي وحيدة ثلاث ساعات على مقاعد معدنية باردة.

لو تحقق لي ذلك لكنت سألته سيدي هل أنت موظف مستهتر, إذا كنت كذلك فأرجو منك أن تعلم أنك عالة على الوطن وأمثالك يقودون مسيرة تقدمنا إلى الوراء, لذا أرجو منك أن تترك عملك إلى من هو أجدر منك, إلى من يقف على أبواب الشركات والدوائر بتأهيل علمي عالي باحثاً عن عمل ووظيفة يسد بها رمقه ويواسي بأجرها السنين التي ضيعها في دراسته.

أما إن كنت من مؤيدي الإصلاح وممن يخرجون في مسيرات التأييد, فأحب أن أطلعك على أمر وهو أن تقدم بلدنا ورقيه لا يكون إلا بالتفاني وإتقان العمل, فكما ترفع علمنا الحبيب في مسيرتك وتهتف لوحدة سوريا, كنت أتمنى عليك لو أنك رفعت سماعة الهاتف لإعلامي بتأخر رحلتي.

أما إذا كنت من المعارضين والمنتقدين للنظام, أو ممن ينادون بالحرية وبمزيد من الديمقراطية والتعبير عن الرأي, فأقول لك ياشريكي في الوطن أن أولى خطوات الإصلاح والحرية تكون بحب عملنا والقيام بواجباتنا تجاهه على أكمل صورة.

أما كلماتي إلى مدير شركة الطيران السورية, فأحب أن أهمس في أذنك بأننا جميعنا نتحمل واقع الأزمة التي تعيشها الحبيبة سوريا بكل أبعادها ونواسي أنفسنا أنه سيأتي وقت تنجلي كل المصاعب ويعود السلام والأمن إلى بلدنا, ولكن من سيواسيني في ساعاتي الثلاث وأنا جالسة على مقعد معدني وأطرافي تتجمد من البرد والتنهدات تتسابق إلى أنفاسي, بل من سيواسي العشرات والمئات الذين حصل معهم ماحصل معي, إن آثار التأخر عليّ لم تكن كارثية غير تغير موعد وصولي إلى بيتي من التاسعة مساءً إلى الواحدة صباحاُ, ولكن ماذا لو أضاع هذا التأخير على أحد ما موعد طبيب أو صفقة عمل هامة, أو امتحان أو أو......

منذ عدة سنوات كنا نسمع عن ملاحظات على أداء شركة الطيران السورية, ولكن بعد فترة أخذنا نلمح تطورات هامة والتزامات في المواعيد وجودة في التعامل وأمان في النقل, أرجو منك أن تجعلنا نظل فخورين بطيراننا الوطني.

انقضت ساعات الإنتظار ونودي على ركاب الطائرة, حملت حقائبي ولحظات انتظاري وعدت بها إلى دمشق.

ولأنني أعتقد أنني مواطنة متحضرة فمن حقي أن أطلب تبريراً لما حصل معي, لذلك توجهت في اليوم التالي لوصولي  إلى الشركة السورية للطيران, وقمت بتقديم شكوى بخصوص الضرر الذي حصل معي.

أخبروني أن طلبي سيعالج وأنهم سيتصلون بي في القريب العاجل لتعويضي عما حدث, وهاأنا ذا وبعد مرور أكثر من شهر على تقديم الشكوى مازلت أنتظر.

 

2012-04-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)