تلك الزهور بقيت كما هي لم تذبل
أتذكرين تلك الزهور أتيتك بها مساءاً
وقد كنتِ غاضبة فلما رأيتيها رأيتِ صدقي
وكيف لا فحالها يشهد بقيت كما هي لم تذبل
منذ أكثر من خمس سنوات نعم بقيت كما هي دون ماء
أبعد هذا تظني مني تحولا
وقد رأيتِ ما رأيتِ
فأزهاري حية مازال الحب يرويها
فهي كالزيتون المورق صيف شتاء
سأقول لكِ شيئاً جديدا لم أقله من قبل
وما حدثت به مخلوقاً أبداً
عندما غيّرت ذلك البيت المشؤوم
ووضعت متاعي في راحلتي للسفر
وقعت تلك الزهور بفعل خبيث مقصود
أُريد لها الموت والقمامة والحرق
ولكن زهوري بقيت كما هي لم تتغير
عنيدة لا تتراجع كما تعرفينها
بل إزدادت تألقا وبهجة بوفائها
فيا حبيبتي افخري بتلك الزهور العنيدة
بقيت كما هي لم ولن تذبل إن شاء الله
وإسألِ الله أن يكفينا الحاسدينا
سيقولون لكِ إنها زهور محنّطة فهي ميّتة
كأشعاره لا تجلب الفلس ولا الطعام
وما هو إلا شاعر مفلِس تاجر كلام
ويحهم وهيهات لهم وقد علمت ما علمت
ورأيتِ ما رأيتِ فليس هم الحقيقة
أما رأيت كيف الحبة الميتة تنبت نباتا عجبا
أما رأيت كيف يتحول الحلم لحقيقة
وما حياتنا إلا حلم فعجباً لمن يُسفّه الأحلام
أحلام الصادقين الأوفياء الأتقياء
فطوبى لهم حلمهم وطوبى لهم إخلاصهم
وهنيئاً لكِ بزهوري فحافظي عليها