يـذوبُ فـؤاديَ الـمضنى حـنينا
وبـلبـلُ مقـلتي يَشدو حزيـنـا
ونوحُ حـمـائمِ العبَرات لـيـلاً
يَزيـد بـيَ الـتـأوّهَ والأنـيـنا
ويُسمعـني حُـداءُ الـشـوق لحناً
فيشعِلُ فـي الـحـشا ألماً دفـينا
تشاركنـي الـنجـومُ أسىً ووجداً
وسُـهـدْي جـمرُهُ يُدْمي العيـونا
ويرثـي حـالتـي حـيـناً عَدوِّي
ويرحمُ عَبـرتـي الْحُـسّادُ حيـنا
سـلوا عـن لوعـتـي وهُيامِ قلبي
سحـابـاً يُمـطـر الدمعَ الْهَتُونا
ضلوعُ الصـدرِ مزَّقـها نَحيـبـي
فحـزنـي لا كحـزن السابقـينا
قـلوبُ عـواذلـي رقَّـت لنوْحي
ويأبـى الصـخـرُ إلا أن يلـيـنا
وتـبـكي ثاكـلٌ حالـي وتنسى
مُصـابـاً فجّـرَ الـدمعَ السّخينا
أحبائـي : ومـذْ ودّعـتُ ركـباً
لكـم مـا أطبـقت عيني الجفونا
تعاقبـتِ الـسنـونَ , ولاح شيبي
وأبقـى بـالغـرامِ بـكم جَنينا
كتـمـتُ جـوىً يُؤَرّقُني وسُقماً
يُهدهدنـي , ويُـشْـجي الناظرينا
تُفرق شـمـلَنا الأقـدارُ , لَهْفِي
أتـجمـعُنا بكم في الدهر حينا ؟!
سنـونَ الـوصـلِ تمضي لمحَ برقٍ
ويـومُ الـهجـر نـحسَبُه سنينا ؟!
تجرَّعـنا الـنّوى كـأسـاً مريـراً
به غَـصَـصٌ , وآهـاتٍ سُـقيـنا
سيوفُ البَيْنِ تُثْـخِـنُـنا جراحـاً
وتغـرزُ سـهـمَـها الأقدارُ فـينا
وإن شـطّ الـمـزار وطال ليـلٌ
ظـلـلـتم فـي شَـغافي سـاكنينا
ولا زلـنا ـ وإنْ مـرَّت دهورٌ ـ
على عـهـد الـوفـاءِ ومـا نسينا
مـعــاذَ الله أن نـنسـى وداداً
لـكـم, فـهـواكُمُ قـد صار دِينا
********
بأحـلامـي أرى ذاك المـحَـيَّـا
كـشمـسٍ تَـنْـشُـرُ النورَ المبينا
فَتَهْمـي مُقـلتـي ببـحارِ دمـعٍ
...فتـغـرقنـي.. ولا أجد السّفينا
متـى أرنـو لطـلعـتكم عِياناً ؟
متـى سـتصيرُ أحـلامي يقينا ؟!
فيشرقُ نـورُ طلـعتِـكم وأنسى
جـراحـاً قـطّـعَـتْ مِنّي الوَتِيْنا
فهـل يا جـيـرة الأقـمارِ نبقى
عطـاشـاً للـوصـال وظـامئينا ؟
*******
سأذكـركـم إذا الحـادي تَـغَنَّى
وحتـى تـتـركَ الإبـلُ الحـنيـنا
فذكـركُـمُ يُنَـِّسـمُ في ضميري
شـذا عـطـرٍ يَـفوقُ الياسـَمينا
أحاول وصـفَكُم فيعـودُ شـعري
حسـيـراً تائِهـاً قلِـقاً حـزيـنا
كذا قلمي غدا خَـجِـلاً , فأنـتم
ـ وحُبي ـ فـوقَ وصف الواصفينا
خـذوا روحي, خذوا دُنيايَ منـي
ولـن تـجـدوا مـحبَّـكُمُ ضَنينا