مشهد كوميدي لا أنساه للكبير دريد لحام بأحد مسلسلاته القديمة
يملك فيه كمية من الرز و يريد تصرفيه فيخبر صديقه بأنه سيبث أشاعة بأن الرز سينفقد
وماهي ألا دقائق و جميع أهل الحي تسرع لشراء الرز و صدق جميع الناس الأشاعة
وفي مشهد آخر يرى صديق غوار
غوار يسرع لشراء الرز فيسأله متفاجئآ آنت آطلقت الأشاعة و تشتري الرز فيجيبه غوار ربما تكون الأشاعة صحيحة
واليوم هناك حال يشبه ما ذكر
وبعيدآ عن رآيي بالأزمة السورية و أسبابها و ما ورائها
أرى أمر لطالما أدهشني
وهو التضخيم و التبهير و التحريف
فقبل أيام ألقى أحد عديمي الضمير قنبلة صوتية أمام مبنى البلدية و الشرطة بداريا
والحمدلله لم يتأذى أحد ومعرف بحكم خبرتنا نحن السورين أن النوع الصوتي لا يضر أبدآ الا الجزء الصغير الموجود فيه و ماهي الا دقائق الا و طار الخبر من لسان للسان و القنبلة الصوتية أصبحت أنشطارية فلوذية و أسقطت 3 بنايات و عشرات الضحايا و أغلقت المنطقة و أجل من لديه عمل هناك زيارته ليوم آخر و تراجع من نوى العودة لبيته و قرر تمديد زيارته لأهله بدمشق وزاد الخوف و الرعب بقلوب النساء و الأطفال
والمضحك أن سوريا كلها مرت من هناك و هذا يقول بعد أن قطعت المكان بمسافة خمسين مترآ حدث الأنفجار و ذاك يقول شاهدت بأم عيني ما خلفه الأنفجار من دمار
وذاك يقول كان لي عمل هناك اليوم و أجلته لأنشغالي
واليوم من يريد التدمير و الهدم و القتل يفجر ما هو مؤذي كما حصل بالقزاز و القصاع
ومن يريد العبث و الفوضى و الجانب النفسي يلقي ما هو صوتي
وهذا بغير بعيد عن أشاعة الخبز و تهافت الناس لشرائه و تخفيض الرسوم الجمركية وموت فلان
وجارة لنا تقول غدآ صباحآ ستسمعون خبرآ جميلآ ليمضي شهر و لا نسمع الا الحزن وووووو عشرات الشائعات
فأنا آرى أن الأشاعة اليوم هي السم الذي يقتل جسدنا أكثر من البارود
وربما أعلامنا المحلي و تباطئه بنشر الخبر الصحيح و أخفائه لأخبار آخرى يحمله جزء من المشكلة
و لا أعتقد أن الأشاعة مرتبطة بالخوف
فقبل شهر تقريبآ فجرت صوتيه بمنطقة الفحامة بسيارة عسكرية على بعد 10 أمتار من فرن خبز خاص
وقسمآ بالله لم يهرب آحد و بقي الجميع بدوره ينتظر الخبز
واليوم ما رأيك آخي بالشائعات و كيف يتم التخلص منها و من يتحمل المسؤولية