news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
الكذب خلق الشبيح,و زمن الجهلة جعلنا أبواق...بقلم : فينيق اللاذقية

ربما كان من الإجحاف بحق الوطنيين أن يُقارنوا باللاوطنيين أو بجزء من المعارضة الوطنية اللتي سيطرت عليها الاحقاد لسبب أو لآخر و أعمت بصيرتها...


ننتقد سلوك المعارضة بكل شاردة وواردة...بكل كبيرة و صغيرة-وللإنصاف لنا الحق كل الحق في ذلك-

كلنا سياسيون مخضرمون ...كيف لا... و ألف باء السياسة خرجت من عندنا... فصغارنا تضاهي نضال زغبور, و كبارنا -المتواضعون منهم- وضعوا النائب خالد العبود في جيبهم ...جيبهم الصغير طبعا...فما بالك بالمغروريين!!!

 

نلبس ثوب المجاملة ونضع ألسنتنا  في آذان بعضنا البعض مادحين شاكرين و ممتنين لأنفسنا و لمن يبادلنا الاطراء...ومنتقدين لاذعين و منظّريين على كل ما لا يعجبنا...

ولكن للإنصاف هذا أمر طبيعي ... و الطبيعة البشرية عموما مجبولة على هذا النحو ...طبعا مع الأخذ بعين الإعتبار "حبة المسك" التي تتمتع بها طبيعة الانسان السوري بشكل خاص...

 

لا يخفى على أحد أن واقعنا السوري اليوم مرير مثقل الكاهل,قد أرهقته مؤامرات ذئاب الغدر و الخيانة المتربصة للإنقضاض على قدسية سوريانا,و للأسف ربما يجدر بنا هنا أن نقول أن جهل بعض أبناء الوطن كان بمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير...

 

بطبيعة الحال النصيحة لا توجّه الّا للعقلاء...فالجاهل بغنى عنها لأنه لا يفهما...

...أحبتي يا من تحملون وطنكم في مقلكم... لا أدري بالضبط ما هي الاسباب التي أوصلتنا الى هذا الواقع المر...الواقع الذي بتنا فيه نتغنّى بكلمة "شبّيح" هذه الكلمة البشعة التي نعتتنا بها قنوات العهر الخليجيّة...

 

وهنا تستحضرني مسرحية "المحطّة" للأخوين رحباني بغض النظر عن أوجه المسرحية المتعددة و رمزيتها التي تصلح للتأويل بعدة أشكال مختلفة...

حيث ظلّت وردة "السيدة فيروز" تسأل متى يصل القطار؟-مع العلم انه لا يوجد قطار من الاساس ولا حتى محطة- شيئا فشيئا أخذ الناس يصدقون فكرة المحطة و القطار بعد بلبلة و استهجان كبيرين, الى أن قام رئيس البلدية بإفتتاح محطة القطار الذي أصبح حقيقة ومن ثم أتى القطار و صعد الناس فيه ...

وعندها قالت السيدة فيروز "الإنتظار خلق المحطة,و شوق السفر جاب الترين!!!"

 

فالعجب كل العجب كيف استطعنا  أن نمدح بعضنا بكلمة ندرك تمام اليقين أنه أريد بها شتمنا و تشويه صورتنا...كلمة دخيلة علينا غريبة عنّا تمثل شخصية ليست منا ولا هي موجودة على أرض الواقع؟!!

وبما أن الشيئ بالشيئ يذكر...يجدر بنا أن نقول على غرار ما قالته السيدة فيروز

 "الكذب خلق الشبيح,و زمن الجهلة جعلنا أبواق" بغض النظر عن معنى الكلمتين التي لا نملك منهما سوى الاسم ...

 

كلنا نأخذ الكثير الكثير على المعارضة...و ما يهمني هنا أننا نأخذ عليهم عقليتهم المتحجرة الرافضة للغير... وعملهم وفق مبدأ "من ليس معي فهو حتما ضدي" و من لا يصفق ويهلل لهم لا يتدخرون جهدا لتصفيته بشتى الوسائل الوحشية اللاإنسانية واللاخلاقية....

 

لعلّ هذه الأزمة التي تشهدها سوريا جعلتنا مربكين الى حد ما...

ولعلّ كثرة انتقادنا و ادانتنا للمعارضة و تذمرنا منها منذ بداية الاحداث حتى يومنا هذا أفقدنا قدرتنا على النقد البنّاء لبعضنا البعض و لذاتنا قبل كل شيئ...

للأسف جزء لا بأس به منا أخذ يتشبّه بالمعارضة من حيث لا يدري و عن حسن نيّة ...

فأصبحنا متحجرين نوعا ما... و نقاشاتنا صارت بشكل أو بآخر أشبه بحديث الطرشان

و أصبح التشكيك بوطنية الآخرين أسهل من شرب الماء أو رد السّلام...

 

فعلى سبيل المثال اذا أراد زيد من الناس من معشر المؤيدين الوطنيين أن ينتقد سلوك وزير في الحكومة أو أي مسؤول أو رجل أعمال كبير أو حزب لا على التعيين عليه  -بأقل من ثانية- أن يردف كلامه بعبارات تدلل على أنه مؤيّد...و مؤيّد حتى النخاع...قبل أن تأكله عيون عَمر من معشر المؤيدين عينه... وقبل أن تُرسم اشارات الاستفهام و التعجب و قبل أن يذهب ضحية للشك و التخوين!!!

 

أعزائي...بكل محبة أقول لكم ...أن نكون وطنيين مؤييدين هذا لا يبرر لنا أن ندع الجهل يحجز مقعدا بيننا في مجالسنا...

أن نكون وطنيين هذا لا يعني أن نرسم لأنفسنا و للآخرين خطوطا حمر لم يطلب منا أحد أن نرسمها سوى جهلنا...

خطوطُ حمراء لا تستند على مبدأ ولا تصب لا في مصلحتنا ولا في مصلحة وطننا...بل نتائجها تنعكس سلبا على الجميع...

 

أحبّائي...بقدر ما هو شرف عظيم أن يولَد الانسان سوريّا بقدر ما هو عبئ ثقيل...فالجغرافيا و التاريخ منذ سبعة ألاف سنة تزاوجوا و أنجبوا حضارة ازدهرت على ارض سوريا...حضارة كانت و مازالت منارة سرمدية للبشريّة.....

في سوريا تزدحم الحضارات....فسوريا بكل ما فيها و بكل ما تحمله من معاني جديرة بأن ننال شرف الانتماء لها...

و شرف الدفاع عنها....

و شرف الموت في سبيل أن يبقى جبينها مكلّلا بالغار....

 

لذا أصدقائي يترتب علينا أن نفهم ضرورة أن نكون سوريين حقيقيين...

فإما أن نكون سوريين حقيقيين و نستمر في صناعة التاريخ و تسطير ملاحمه ,و إما أنا نبحث لأنفسنا عن منازل صفيح على قمم مزابل التاريخ تقينا من برد عار المستقبل!!!

 

 

 


 
2012-06-10
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد