سمعت كما كثيرين عن إنكلترا، التي تمر بأزمة. وهي كما غيرها من الدول. قد يبدو تهاويها، من خلال الإعلام، والإعلان.
لكني كمواطن عربي سوري، لا أكرهها، لكني كنت أتمنى لو إزدانت بالتواضع السياسي. أي لو حفظت خط العودة. لكنها كانت تتدخل بشؤوننا كالوحش الكاسر. فربما هي اليوم بدأت تسقم من مرض هي غزَّته في أجسام دول كثيرة غيرها.
لكن ... الشعب البريطاني خط أحمر يجب عدم المساس به. حكومة دولتهم بائسة لنا، وبائدة لغيرنا. ولكن الشعب هو القوة العظمى التي لا تُقهر، بل يَقهُر. وأنا أتمنى لهم ما يتمنوه هم لأنفسهم. وأتمنى لهم الخير. جدّي ليس ببريطانيا، ولا مدفون بها، وليس لدي أصدقاء (ربما) هناك. وبريطانيا بالنسبة لي كحكومة، تسعى لإعادة مجدها الغابر، كمملكة لا تغرب عنها الشمس. والذي فقدته كغيرها؛ ليس إلا لأنها لم تشعر يومًا بالتواضع السياسي الذي كان له أن يحمي أسوارها الزائفة لو أنشأته.
هي بالنسبة لي كأميركا، لا بل اسوأ (كحكومة). ولكن يا ترى ما ذنب الشعب؟! إن كان وقود لحرب تخاض على أرضه، وربما لأجله؛ لأن حكومة بلده بائدة وبائسة. وهنا أفخر لأني أنتمي لشعب، تشنُّ حرب ضروس (خارجيًا بالطبع) عليه؛ لأن مواقف الدولة في سياستها العامة مقاومة وحسب.
أزمتهم كاشفة. وكفا بها برهان ودليل على ما للشعب البريطاني من غل على حكومته، المتربعة على عرش يعلو برج عاجي... ولِما لم يقولوا يا ترى عالي، وحسب...