هكذا العُمْرُ.. إن مضـى لا يعودُ
...هكذا العُمْرُ , إن مضـى لا يعودُ
وزمانُ الأسـى غـزالٌ شَـــريدُ
ودموعُ الغَـرام سِـمْطُ عـقـيـقٍ
فعـلامَ العـيـونُ دوماً تـجـودُ ؟
...فاحـبس الـدمعَ في المحاجر حتى
لا تَلَظَّـى فـي وَجنـتيك الـوُرُوْدُ
جفنُك الدّهرَ سـاهرٌ , ليس يـغـفو
مـلَّـك اللـيلُ , والأنـامُ رقـودُ
ذكرياتٌ مَضَـتْ تُـناجيـك ليـلاً
فـي سكونٍ يَحـفُّـهُ التَّسهـيـدُ :
قل لـطيفٍ أثار فيـك شجـونـاً :
عند هذا الـمـساءِ مـاذا تريـدُ ؟
إنـكَ اليـوم قـاتـلـي , فتَرَفَّـقْ
فـي مَشـوقٍ هيـامُهُ كم يزيـدُ !
رام خِلاً قـد خلَّـفتْـه الـمطايـا
فـي الصـحارى , وغيبتْه الـحدودُ
..كم بعيدٍ وساكنٌ نـبضَ قلـبٍ !
وقريـبِ الـدارِ ..لـكـنْ بعيدُ !
يا أحبَّــاءُ بـدُرُكـم مـا تبَـدَّى
منذُ عام , ومـا أتـتـنـي وُعـودُ
كم كتابٍ حـمّلتُ فيـه سـلامـي
...وسألتُ النسيم : أين الـردودُ ؟
أمطرتني سحـائبُ الشـوقِ حُزنـاً
وبسمعي ضُحَىً تُدَوّي الرعــودُ !
هدني البعدُ والـجـوى والتَّـنـائي
لي رجاءٌ : إلى وصــاليَ عــودوا
إن طلبـتم عـلى غرامـي شهـوداً
فدمـوعي , وحـرُّ قلبـي شـهودُ
جفَّفَ الوهـجُ دمعَ عينـي سُحَـيراً
فهمى القـلبُ أدمعـاً , والـوريدُ
كيف أسـلو ؟ , ومُقلتي لا تـراكم
كل صبحٍ , فـفيمَ ذاك الصُّـدودُ ؟!
..وقفَ الــدهرُ ذاهـلاً مـذْ نأيتُم
وبعــمري ما لاحَ فجرٌ جـديـدُ
والـمـحـيّـا لم يلـقَ أيَّ سرورٍ
نسيَ الثغرُ بسـمتـي , والخــدودُ
غادر الأُنْسُ ساحتـي , وتـلاشـى
مَنْ سـواكـم لبهجـتي سَيُعيـدُ ؟
حلَّ بعـد اللـقـاءِ هـذا التَّجافي
وسَقامي قـد أثقـلتْـهُ الـقيـودُ
نارُ شوقي ـ فديتُكُم ـ كيفَ تُطْفَى
ودمـائي لـجمـرِ قلبِيْ وَقُـوْدُ ؟!
لاح مـاضٍ مـن ذكـرياتٍ تَقَضَّتْ
وليـالٍ يَطـيـب فـيها الـقصيدُ
وسـمعـنا عنـادلَ الـدَّوح تشدو
فشجـانا غـنـاؤهـا والنشـيـدُ
نـرتـوي صافـيَ الـوِداد ونُصغي
...فإذا الـكونُ بلبـلٌ غِـرِّيْــدُ
تنتشي الـروح إن ذُكـرتُـم أمامي
وفـؤادي بِخفـقـه تنْـهــيـدُ
إن عيـدَ الأنـام فطـرٌ وأضـحى
ليت شعـري ! ووصلُكُم لِيَ عِيـدُ
كِدتُ أقْضي لصدِّكم , فارحـموني
لا تظـنـوا بـأن قلـبي حـديدُ
إنْ نأيتُم أو شطّتِ الـدارُ يـومـاً
وعـلـى مـا أقـولُ ربـي شهيدُ
إننـي مـا نـسيتُ يـوماً هواكم
فالـهـوى فيـكُـمُ قـديْمٌ جديدُ