صَبٌّ يُناْجِيْ الطُّلُولَ !
سرى قلبـي إلـى الأحـباب وهْـنا
فقبَّـل تُـربَ ســاحتهم وغنّى
وبلّغـهم ســلاماً مـن مَـشـوقٍ
غــدا مــن بـعد فرقتهم مُعنّى
إذا ما الطـيفُ لاح يهـيـمُ وجـداً
وإن ذُكــروا بـكى شوقاً وحنّا
إذا بزغَ الصـبـاحُ يـذوب شوقـاً
وترحـمُـه إذا مـا اللـيلُ جـنّا
لـحالـته رثـى الـلـيـلُ الثّـريا
ولـم يُـغمضْ لـه عيناً وجـفـنا
تجلببَ بالسواد , فلـيت شـعـري!
أمـاتَ هـلالُـه فـبكـى وأنَّا ؟
يـمـر الـوقتُ والأيـام برقــاً
ولـم يـرَ للحـياة الـيوم وزنـا
فكم تمضي الحـياةُ ! ولا سـميـرٌ
سـوى عـبـراتِـه تنـسـاب هَتْنا
ينـادي رسـمَ أطـلالٍ تــراءت
يكـلّمـهـا يقـينـاً لـيـس ظنا
وكم نـادى الطـلولَ ! ولا مجـيبٌ
سـوى رجـعِ الصـدى في الأذْن طنّا
إذا مـرت بـجانـبـه ظـعـونٌ
تـأوَّهَ مُـدنـفـاً والـقـلب مُضنى
تشاركه الريـاضُ أسـىً , ولكـنْ
يشـارك ذلـك الـقـمـريَّ حزنا
ينادي أيـن يـممتِ المـطـايا ؟
فيـأتـيـه الجـواب بـ : ما علمنا
رآه عـذولُـهُ أمـسى خيــالاً
فـرقَّ لـحـالـه وشـكـى وأنّـا
******
أُحيبابي عـلامَ الهـجـر ؟ رِقُّـوا
فإن الـهجـرَ أرّقـنـي وأضـنـى
سلوا طيفَ الكرى هل زار يومـاً ؟
فلـم أرَ بـعـدَكـم للـنـوم معنى
لكم فـي خافـقي حـبٌ قـديم
فمـذ وُلِـد الـهوى فيـكم
شُـغفنا
فما أهــوى بثـينةَ أختَ ليلى
ولا هِـنْــدا ولا مـيّـاً
ولُـبـنـى
هل الأقـدارُ تـجمـعنا لنحـيا
فإنـا مـنـذ يـومِ البـيـن مِـتنا ؟
لقد كـنـا نـجاوركـم زمـانا
ونـعـزف مـن نـشـيد الوصل لحنا
فحـال بـحالـنا دهـرٌ خؤونٌ
فـيـا أحـبـابـنـا : بِـنتـم وبنّا
نـعـلـل بالـمنى نفساً تلاشت
نـواسـيـهـا , ولـكن مـا سلونا
فما عـيشُ الخـليِّ بـلا هـموم
كعـيـش الـصَّـبِّ , أنّـى ثم أنّى ؟
أتيتُ إلى كـتاب العمر أمـحـو
زمـانـاً ضاعَ فـي الـهـجـران مِنّا
فـمـا بـدر لأحـبابي تـبدّى
ولا أقـمـارُهُـمْ ليـلاً
بَـديـنـا
******
رأيت فـراقَ مـن أهوى مـريراً
وبـحـرَ وصـالـهـم شُـهْـدا ومنّا
ويـوم فـراقـهِم صبَّرت نفسي
وقـد فـنـيَ الـكلامُ , فـمـا نـطقنا
وصار القلب جمـراً فـي ضلوعٍ
يُـحـيـل جـبالَ ذاك الـصـبرِ عِهنا
عجبت لحالتي! فالنفسُ ولـهـى
وقلـبـي سـاهـرٌ والـعـيـن وسْنى
وكم حمل الـنسيمُ كتابَ شوقٍ
إلـى الأحـبـاب بـلّـغَـهُ وأثـنـى !
بفـضـلٍ منكـمُ يوماً صِلونا ؟
فبالإحــسان إيـّاكـم وصـفـنـا
فإن لـم تـفعلوا وهجـرتمونـا
فـنـحـن أحـبتـي مـن قـد أسانا
وإن زدتـم صـدوداً وامتــناعاً
فللـدمـع الـمُـدَمّـى قـد سـكبنا
******
عِدوا وعـداً بأن تصِـلوا ورُدّوا
فـؤاداً مـنـذ يـوم الـبـيـن رهْنا
وأقنعُ أن أرى منـــكم خيالاً
فـكـيـف إذا رأتْ عـيـنايَ عينا
؟
وأمنيـتـي وصالُكُمُ , ولكنْ
هل الإنـسـانُ يُـدرك مـا تـمنى ؟
أخـافُ بأن أمـوتَ ولا أراكم
فـيَـبكـيـني الـثّرى وأموتُ حزنا
فيا ربـاه :بلِّـغْنـي مَـرامـي
وأبـدلْـنـي مـكـان الخـوف أمْنا