كل ساعه تردنا أنباء و أخبار جديده
عما حصل في مدرسة المشاة لدرجة أننا أصبحنا شبه متأكدين أن العدد الكلي للشهداء
سيقارب ٢٠٠ أو اكثر.
الكارثه الاخرى التي لم نكن نعلم بفداحتها أن القصه نفسها حصلت في كلية الشؤون
الإدارية قبل أيام وعدد الشهداء فيها يقارب ١٥٠ شهيد.
...
المدرستان عباره عن منشآت تعليمية لتدريب طلاب الضباط و أغلب الشهداء من حملة الشهادات العليا. أغلب الشهداء من المنطقه الساحلية و بالذات من جبله و تم تصفية الكثير منهم وفق لوائح مسربه مسبقا للقتله لأن اللوائح التي نشروها على مواقعهم بعد ساعات من الجريمه تدل على ذلك.
المدرستان بقيتا محاصرتان لفتره طويله دون أن يكترث أحد من القياده...
بالتأكيد لأن أبنائهم ليسوا هناك و مازالوا يمارسون نشاطاتهم الترفيهية و يركبون أحدث السيارات و لديهم من الحراسه ما يكفي لعدم القلق عليهم...
ابناؤنا نحن الفقراء دفع آبائهم عمرهم يشقون ليحصلوا على الشهادات العليا... كبروا و تخرجوا و عندما أحسوا بالخطر على أوطانهم قدموا طلبات استعجال لشعب التجنيد. كنت أراهم يصطفون بالدور أمام شعبة التجنيد في جبله ليستعجلوا سحبهم.
لم يذهبوا ليدافعوا عن شخص كما يردد التافهون. حتى التلفزيون الرسمي يخجل من أن يعرض صورة أحد في جنازة الشهيد أو أحد يقول أن الشهيد هو فداء فلان. و مع ذلك يملأ اللقاليق الفضاء بهذه العبارات و الصور.....
أبناؤنا ذهبوا ليدافعوا عن وطن .. صحيح أنهم لا يملكون فيه الكثير و لكنه أغلى مايملكون....
بعضهم كان محظوظا بأن أمتلك قطعة صغيرة من الوطن الذي مات لأجله بحجم القبر الذي عادت اشلاؤه اليه. و كثيرون لم يأخذوا من وطنهم حتى قبرا ليرقدوا فيه بأمان...لم يفكر أحد بأن ينعيهم و لو حتى ببيان صغير.
نحن غاضبون و لن نكتفي بالغضب و ليعلم كل من يخبص بمصير أوطاننا أن دماء أبنائنا محت كل الخطوط الحمراء و ظفر أي شهيد هوعندي أغلى من كل مسؤولين و القياده.
الى كل اللقاليق والمهوبرين ..صحيح أن أزمتنا في سورية تتعلق بمؤامرة كونيه و أزمة داخلية ... لكن أزمتنا الحاليه تتلخص بكلمه واحده ...
الكرامه ...
كل ما نحتاج إليه القليل من الكرامه
لو امتلكناها لما وصلت الأمور إلى هنا
الخلود لكل الشهداء سواء من في قبورهم أو من يحلم أهله بأن يجد طريقا للقبر
*منقول