ان من يقرأ ما ورد في بروتوكولات حكماء صهيون ، وما قاله هيرتزل في مؤتمر بال في سويسرا أواخر القرن التاسع عشر ، وما يفعله ويفكر ويخطط له دهاقنة السياسة الانكليز عبر التاريخ ولعقود قادمة في الوقت الذي لانرى نحن العرب ابعد من ارنبة انفنا ، يعرف تماماً سر ما يحدث في بلادنا العربية والاسلامية ...!! .
معروف تماما ، أن الصهيونية آفة العالم والتاريخ ، وان الاسلام كما يرى الغرب هو عدو الغرب الأول .. ربطت بريطانية مصير الصهيونية بلباسها اليهودي بأصول مفترضة لها في فلسطين ، فأعطتها الشرعية ومنحتها فلسطين من خلال وعد بلفور ، فضربت عصفورين بحجر واحد ، فمن جهة أبعدت الصهاينة عن جغرافيتها اتقاء لشرها ، وانشأت لها ولأمريكا من بعدها قاعدة ورأس حربة لدحر العرب والاسلام في عــقر دارهم أيضا ً!! ،
وكذلك لتكون نقطة انطلاق الى كل مكان في العالم انطلاقا ً من الموقع الاستراتيجي حيثما تقتضيه مصالح القوى المهيمنة على العالم عبر الزمن ... وانطلت الحيلة على العرب والمسلمين كالعادة .. وكدليل على دهاء وخبث الساسة الانكليز والصهاينة وبما يتوافق مع مضمون البروتوكولات الصهيونية جعلوا العرب والاسلام يعتقدون كل فئة منهم انها على حق وأن الفئة او الطائفة الأخرى ليست فقط على خطأ وانما هي خطر على وجود تلك الفئة ايضا ً ! وجعلت هذه السياسة المسلم في مكان ما يعتقد انه هو الصح وماعداه مخطىء بل ومصدر خطر عليه وعلى الدين من وجهة نظره وبأشكا ل ومبررات عـــدة وللأسف !!
وان أسوأ ما في الأمر ان الأدوات التي تنفذ مضمون هذه السياسة الخبيثة هم اهل المنطقة من العرب والاسلام ،ومن اموالهم الخاصة ، والثمن هو لفاتورة غير محددة القيمة مقابل ان تضمن لهم هذه الدول بقاءهم على كراسي الحكم لهم ولأبنائهم ورثتهم من بعدهم ، والذي يدفع الثمن الغالي دائما هي الشعوب والأوطان !! لذلك لا أعتقد والحال على ما وصلنا اليه أن في العالم من هو أكثر سعادة من اسرائيل اليوم !! فالعربي يقتل أخاه العربي والمسلم يذبح أخاه المسلم وينهب ماله وينتهك عرضه .. وكل ذلك تحت مبررات عدة قد يوصلونها بحسب قناعاتهم في النهاية الى مرتبة الجهاد في سبيل الله !!!؟؟؟
انه منذ تأسيس اسرائيل عام 1948 فإنها خاضت حروبا ً عدة ضد العرب والمسلمين وأيا ً كانت نتيجة هذه الحروب فإنها لم تستطع حسم المعركة وكسب الاستقرار والأمن الذي حلمت به عمرها كله . اسرائيل ما تزال تعاني الى زمن قريب من الخوف والرعب وعدم الوصول الى حلمها في الأمن والأمان والاستقرار الدائم .. اليوم وبعد ان نجحت هي وحليفاتها في تفتيت الوطن العربي وتقسيمه وادخلت دوله في صراعات قد لا تنتهي عبر قرون ، تكون قد حققت بدهائها هي وحلفائها الغربيين وخاصة بريطانية ما لم ولن تحققه بالسلاح ..! ومع ذلك تجد العرب يتفاخرون بانتصار بعضهم على بعض وانتهاك اعراض بعضهم لبعض وكل ذلك تحت يافطة : الله أكبر ، وحي على الجهــــاد !!!
ان اسرائيل اليوم تعيش اجمل ايامها! تعيش وتتذوق طعم الأمن والأمان الذي ما فتئت تحلم به عمرها كله !فهؤلاء الحوش لم يعودوا يشكلون خطرا ً عليها وخاصة بعد ان اصبحوا يتشاغلون ببعضهم ولسان حالهم السب والشتم والتكفير والقتل .. اطمأنت اسرائيل بعد ان حولت بهذا الدهاء ملايين العرب المملينة الى مجرد اوغاد وحمقى ولن يفصلهاعن السيطرة على ثرواتهم وبترولهم وتاريخهم ووجودهم ، الا زمن قصير ، حتى تبلغ قمة سعدها وغاية حلمها ، طالما هؤلاء البغاث قد نقلوا حربهم من الدفاع عن الوطن والدين والمقدسات ، الى الحفاظ على كرسي نتن ، ومفاهيم لا تدل الا على قوم بلا عقل او كرامة ، بل مجرد تفاهات وعليها يراهنون ! وحسبنا الله ونعم الوكيـــل !!