يعربد الموت في بلادي يقطف الأرواح
ببلادة نمضي إليه خاشعين
بعد أن كنّا نشيداً للحياة
إنّه الموتُ يطير بلا جوانح
يتهادى، في الظلّ، في الشمس، في العتمِ
ينقضُّ على الأرواح
ونحنُ أغنيةٌ للموت
منوّمين
نمضي إلى الفناء
قدِّيسين لم نحتمل أعمارنا فأسرعنا إلى اللقاء
منبوذون من رحِم الحياة
أخذتنا زهوة الطاووس فأفسدنا في الأرض وأدمينا السماء
تواطأنا على الأخلاق وأعدمنا الضمائر
وتذاكينا على أبعاضنا فتكاذبنا وصرنا عبرةً
أين منّا طغيان ثمودٍ وعاد
سيذكرنا التاريخ في صفحاته شعباً قد انقرض لوحده دون عناء
أشفقت السواقي والبراري
والأشجار نقطعها على عللٍ لم يصبها الجُهلاء
هذي بلادي مسرحٌ للحرب نحن جندها
والجمهور أثلج صدره وأدمعت عيناه من ضحكٍ على حمقى وسيّد السيرك سعيداً برزقٍ هبط عليه من السماء
خاشعين إلى المقابر ننثر الريحان ونمضي مجدداً للحرب والله ينأى
عن رحمة الأشقياء
إنّنا التعساء
تباغضنا فصار عدوّنا حكماً وصرنا السفهاء
الأمّهات يعمّدن أطفلهن بالفرح
ناذرين أوجاعهنّ للحياة
لكنّها اللعنات صارت إلهامنا ودروبنا إلى المقابر صارت أوسع الساحات
صرنا كنزلاء المداجن ناطرون
والفرق أنّا عارفون
ناموسنا أنّ قابيل انتصر
وهابيل مقتول مهزوم