ان قرار ما يسمى بـ الاتحاد الافريقي القاضي بتجميد عضوية جمهورية مصر العربية وما سبقها من تصريحات للإدارة الامريكية وحلفاءها الاتراك وغيرهم عقب نجاح الشعب المصري باسقاط حكم الاخوان الديكتاتوري يثبت بشكل قاطع دون ادنى مجال للشك ولو للحظة واحدة، أن مرسي وجماعته كانوا مجرد دمى يؤدون ادوارا في مسرحية "الشرق الأوسط الجديد" التي انتجتها واخرجتها الولايات المتحدة وانهم العوبة في يد الغرب منذ نشأتهم.
فالاخوان المسلمين في مصر وسوريا وتونس والسودان عمل الغرب متعمدا على توظيفهم خدمة لسياسته ولاداء دور محدد الا وهو تمزيق اواصر الامة العربية والاسلامية والعمل على تشويه الاسلام من خلال فتاوى التكفير والقتل حتى لا تتحقق اي وحدة بين العرب والمسلمين، وهؤلاء لم يكن لينجحوا لولا المال القطري والخليجي الذي انفق بسخاء عليهم بغرض القضاء على المقاومة وعلى القومية العربية .
وكنتيجة لتخوف الغرب من الرئيس جمال عبد الناصر والقوميون العرب الذين اصبحوا يشكلون تهديدا للمصالح البريطانية والامريكية كان لا بد من ايجاد مجموعة لمحاربة القوميين العرب فوجدت ضالتها في حركة الاخوان التي كانت بمثابة عودا طريا فقامت بتقديم الدعم لها والسماح لافرادها بالتواجد والاقامة في بلادهم.
ويمكن للجيل الجديد من المفتونين والمسحورين بالشعارات الرنانة التي تطلقها حركة الاخوان المسلمين ان يعود لقراءة التاريخ والبحث عن نشأة وتطور هذه الحركة ومدى العلاقة الحميمة التي تربطها بالغرب خاصة بريطانيا والولايات المتحدة في الماضي والحاضر، وأوجز هنا الى هؤلاء حقائق خافية وعلى شكل نقاط مبسطة جدا حول علاقة الاخوان ومدى ارتباط هذه الحركة بالغرب:
1- بدأت حركة الاخوان بالظهور على الساحة البريطانية بصورة منظمة في بداية العام 1963 الا ان اول اتصال وتنسيق بين بريطانيا والاخوان كان في العام 1941 حسب ما اكده الصحافي البريطاني الشهير مارك كيتس.
2- من خلال وثائق خاصة بالمخابرات البريطانية تم الكشف عنها تؤكد ان رئيس مكتب المخابرات البريطانية، في جينف كان له اتصالات مباشرة مع العديد من قيادات الإخوان المسلمين بسويسرا في إطار المحاولات الساعية لقلب نظام الحكم في مصر واغتيال الزعيم الراحل البطل جمال عبد الناصر.
3- في شهر اب عام 1956 ألقت السلطات المصرية القبض على دائرة جاسوسية بريطانية مكونة من أربعة أفراد كانوا على اتصال ببعض الطلاب المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين بهدف التشجيع على القيام بأعمال تخريبية تمنح أوروبا مبرراً للتدخل العسكري لحماية رعاياها.
4- في العام 1951 صدر تقرير عن السفارة البريطانية في مصر أكد على عدم جدية الإخوان في شن هجوم علي التواجد البريطاني بمصر.
5- في بدايات العام 1953 تم عقد لقاءات مباشرة بين مسئولين بريطانيين وحسن الهضيبي احد قيادات الاخوان، واكد ريتشارد ميتشيل المحلل الشهير لشئون الإخوان أن هدف اللقاءات كان دفع الإخوان للمشاركة في مفاوضات الجلاء البريطاني عن مصر، مع ضمان وقوفهم ضد الرئيس جمال عبد الناصر.
6- قامت بريطانيا في العام 1955 بالاتصال بعدد من قادة الاخوان المسلمين اثناء زيارتهم الملك فاروق في منفاه للتعاون مع بعضهم البعض للتخلص والقضاء على الرئيس جمال عبد الناصر.
7- اكد عميل المخابرات المركزية الأمريكية السابق روبرت بيار أن الولايات المتحدة وافقت علي تمويل السعودية لنشاط الإخوان ضد الرئيس جمال عبد الناصر.
8- العديد من الوثائق الموجودة في وزارة الخارجية البريطانية تؤكد على ان الخطط البريطانية السرية للإطاحة بالأنظمة القومية في سورية عامي 1956 و1957 كانت تنطوي على تعاون كبير مع جماعة الإخوان المسلمين، التي كان يُنظر إليها على أنها وسيلة مفيدة في خلق الاضطرابات في البلاد تمهيدا لتغيير النظام الحاكم.
9- في حزيران 2005، قدم السفير ديرك بلونبلي مذكرة توضح بعض الأسباب التي تقف وراء حرص بريطانيا على التواصل مع الإخوان لأن هذا التواصل من شأنه تزويد بريطانيا ببعض المعلومات المفيدة.
10- اكد كيم هولز الوزير البريطاني أمام البرلمان أن المسؤولين البريطانيين على تواصل مستمر مع اعضاء وافراد من الإخوان المسلمين منذ العام 2001 وأن بعض المسؤزلين البريطانيين قد التقوا مع ممثلين للإخوان في الأردن والكويت ولبنان وتونس واتصلوا مع الإخوان المسلمين في سوريا.
11- قيام ما يسمى بـ "الاب الروحي للاخوان" المدعو يوسف القرضاوي بلقاء عدد من المسؤولين في بريطانيا اضافة الى اللقاءات والمحاضرات التي عقدها عبد الله بن بية احد اعضاء ومؤسسي ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب القرضاوي بوزارة الخارجية البريطانية ولقاء عدد من المسؤولين البريطانيين مؤخرا.
12- وثيقة لويكليكس تكشف النقاب عن عقد اجتماعا مع عدد من قيادات حزب جبهة العمل الاسلامي "الاخوان الامسلمين" (حمزة منصور، عبد اللطيف عربيات، وجميل أبو بكر) مع السفير كريستوفر روس، المنسق الخاص للخارجية الأمريكية في المنطقة. وكانت فكرة اللقاء هي التواصل مع الإسلاميين المعتدلين، واستئناف الاتصالات التي انقطعت قبلها بعامين مع حزب جبهة العمل الإسلامي. وقد وصف التقرير اللقاء بأنه كان “مدخلاً جيداً.
13- وثيقة اخرى لويكليكيس تكشف عن تقرير يتعلق بحوارات أجراها “بولوف” احد موظفي السفارة الامريكية في الاردن مع قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي: حمزة منصور، عبد اللطيف عربيات، جميل أبو بكر، وسعود أبو محفوظ. وكان الهدف من تلك اللقاءات استئناف الاتصالات الروتينية بين السفارة وحزب جبهة العمل التي تعطلت بسبب مشاكل الحصول على فيزا للولايات المتحدة لبعض القيادات الإسلامية، وقد شارك في تلك اللقاءات الإمام يحيى الهندي (الذي طافت به وزارة الخارجية الأمريكية حول القارات لإعطاء صورة إيجابية عن الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة وعن السياسة الخارجية الأمريكية).
14- وثيقة صادرة في سبتمبر 1986، عن أولى الاتصالات بين السفارة الأمريكية بالقاهرة وجماعة الإخوان، تقول الوثيقة التي لخصها أحد دبلوماسي السفارة في ثلاث نقاط بعد لقائه بعدد من قيادات الجماعة، إن الإخوان يرغبون في توثيق الاتصالات مع السفارة الأمريكية لتعزيز شرعيتهم السياسية، إلا أن الجماعة تخشى بطش الداخلية حال رصدها للتواصل مع السفارة، أما النقطة الأهم فهي رصد الدبلوماسي الأمريكي أن المرشد الأعلى الجديد للجماعة محمد حامد أبوالنصر لم يكن الحاكم الفعلي في التنظيم.
وتضيف الوثيقة، ان المرشد أبوالنصر يبدو "مهزوزا وقليل الثقة في نفسه، وهناك عدد من القيادات الإخوانية ذات الصوت الأعلى في التنظيم أبرزهم نائبه مصطفى مشهور".
15- الوثيقة الصادرة فى اب 1988 رصدت مراسلات وتقارير بين أحد صحفيي الإخوان والسفارة الأمريكية، كان أبرزها مراسلات الصحفى الذى وصفته الوثيقة أنه إخوانى «عبدالمنعم سالم حبارة"، الوثيقة توضح ايضا أن أولى مراسلات حبارة أعرب فيها عن غضب قيادات الجماعة لحملة اعتقالات الداخلية التى طالت أحد أبرز قياداتها فى منطقة عين شمس، مضيفا، أن أعضاء الجماعة تلقوا «أوامر» من قيادتهم للابتعاد عن الجماعات الإسلامية الأخرى.
وتكشف الوثيقة عن لقاء سرى آخر تم داخل السفارة الأمريكية مع المتحدث باسم الإخوان لدى ادعاء الأخير رغبته فى استخراج تأشيرة أمريكية لإبعاد نظر الشرطة عن ملاحقته.
16- مطالبة قيادات الاخوان وعلى رأسهم مرسي ومحمد بديع من الغرب وخاصة امريكا بالتدخل العسكري في مصر مؤخرا.
هذا غيض من فيض عن حقيقة ما يسمى بـ "الاخوان المسلمين" الذين حاولوا وما زالوا تقسيم البلاد من خلال تكفيرهم لافراد المجتمع كافة اضافة الى قيامهم بشن الحملات على جيوش الدول العربية خاصة الجيش السوري والمصري وهذه الحملة الشرسة والضارية تتم بمساندة كاملة من الاعلام القطري والسعودي الفاسد، وهم الان كما تم الكشف عنه مؤخرا يقومون بتشكيل عصابات مسلحة لشن هجمات على الجيشين المصري والسوري العربيين بعد فشلهم بتشكيل دويلة تكفيرية لهم، كما وعدتهم بذلك امريكا وبريطانيا.
وفي الختام اقول للاخوان ان الجمهورية العربية السورية وجمهورية مصر العربية هما عصيتان على الكسر رغما عنكم وعن انف امريكا والاحتلال الاسرائيلي.