رمضان شهر الخير والبركة
فكل عام و انتم و جميع المؤمنين بالف خير
كم هو جميل ان ننوي الحفاظ على شهر من الرضى و البركة و المحبة
و كم هو جميل ان نخلق ونحافظ على هكذا حالة حضارية
ومن يدري فنجاحنا في شهر قد يمتد الى كل الاشهر
وتصبح كلها رمضان
المجتمع الحضاري حضاري بناسه و ليس بجمال احجاره فقط
مع ان جمال الاحجار والابنية صورة عن جمالية حقة في نفس من ابدعها
التطور ليس هيكلا جميلا نعبئ المجتمع بداخله
التطور روح وحياة
بذوره في داخل كل فرد فينا
لكنه يحتاج الى الفضاء كي يستمر
ومسؤولية كل فرد فينا تجاه من حوله ان يعطيهم من هذا الفضاء قدر استطاعته
فالنبتة لا تستطيع النمو في اناء اصغر من حجمها ولا حتى في اناء يساوي حجمها تماما
محبتنا للاخر ورغبتنا في تطوره تكمن في اعطائه حجما اكبر من حجمه دوما و بالضرورة
كالنبتة تماما
فالهدف من الحياة ليس تقييم البشر
لكن هدفها هو
النمو المستمر للجميع صغارا و كبارا اطفالا و كهولا وشبابا
عندما يسعى كل انسان لتطوير نفسه سيتطور بالنتيجة المجتمع ككل
هكذا تطور يحتاج الى فسحة و فضاء يحيط بالانسان ولو كان بسيطا
كثيرا ما نسمع من الاهالي و هم يوبخون اولادهم عبارة انت لن تتغير
سوف تبقى هكذا
هذا هو حجمك الطبيعي الصغير
لا اشك ابدا في محبة احدنا لاولاده
لكن الاهل بالنسبة للاطفال في مرحلة عمرية مبكرة
لا يشغلون الحيز الاكبر من نفسية الاولاد فحسب
بل على الاغلب هم كل شئ بالنسبة لهم
وهكذا توبيخ حتما لن يطورهم بل سوف يقزم حجمهم اكثر فاكثر
سوف يصدقون كلام اهلهم اللذين هم كل شئ بالنسبة لهم
و ربما يطبقونه ايضا
كلمات بسيطة لاولادنا قد تاخذ بيدهم نحو الامام
فقولنا لاحدهم تصرفك الفلاني لا يناسبك البتة
نحن بذلك نقزم خطاهم دون ان نؤثر على حجمهم كبيرا كان ام صغيرا
ينطبق حسب رايي هذا على الانسان في مختلف الاعمار
فعندما يجرحك احدهم دون ان تتوقع منه ذلك
يكفي هكذا كذبة بيضاءان تقول له انه لطيف جدا
هكذا كذبة بيضاءصغيرة
هكذا استثناء بسيط
سوف يجعلهم في المستقبل عند حسن ظنك على الاغلب
الانسان
كل انسان ينام ليلا ويعمل نهارا ويرتاح احيانا
ليس هناك شيئ اسمه نوم دائم او عمل دائم او راحة دائمة
النوم غياب مؤقت مجهول و سر لاارادي
والراحة حفاظ على جسمنا من التعب
و العمل هو السير على طريق يؤمن للانسان حياة كريمة و يسير بالمجتمع الى الامام
و لكن هل الانسان هو عبارة عن جسد مادي فقط
من البديهي انه لا
كيف يترجم الامر بالنسبة لارواحنا
الراحة الحقة لارواحنا هي بذكر الله و التفكر في اياته
هي في عمل شئ جيد حتما
اما العمل فهو احساس بالوجود
و الانتماء لفكرة نبيلة هدفها النهوض بالانسان اولا و المجتمع ثانيا هو راحة ايضا لنفس الانسان
لكن الافكار النبيلة و الاهداف الانسانية النيرة ان جمعت حولها مجموعة من الناس
سيكون ظهورها اقوى وفعاليتها بالنهوض بالمجتمع اوضح و اجدى
فالقناعة الجميلة تستحق الاحترام فكيف بها اذا تحولت الى عمل حقيقي بناء
وهكذا نشات و خلقت الاحزاب
الطبقة الكادحة و الطبقة العاملة والفلاحين
هم الاكثر التصاقا بالارض وهم من يدافعون عن ارضهم كما يدافعون عن انفسهم
ومن خرج و يخرج بهكذا طبقة الى النور ويهتم بشؤونها لابد ان يكون انسانا نبيلا
هذه حقيقة وترجمتها واضحة على ارض الواقع
لا اوافق في الراي من يقول ان بعض الفقراء لديهم الكثير من القيم
لانهم فقراء و ليس لديهم شئ اخر غير هذه القيم
او من يقول انهم جيدون لانهم حتما يريدون شيئا منك
الفقراء كالاغنياء منهم الصالح و منهم الغير ذلك
لكن الغني اخطر في حالة كهذه لان لديه الوسيلة
حسب اطلاعي ومعلوماتي لم يظهر اي نبي من طبقة غنية بالاصل
يجب ان يعمل الجميع وان تتوفر الظروف المناسبة بالتساوي للجميع دون منغصات
وهذا اجمل شئ نجده في سوريا فالتعليم مجاني و اللباس موحد
و هذه الخطوة الاولى للجميع منذ طفولتهم لاثبات وجودهم
لا يبقى الاتوعية الاهل الى اسلوب سليم بناء للتعامل مع اولادهم
وكم للتلفزة من دور في نشر الوعي من خلال اعلانات بسيطة
كثيرا ما سمعت عبارة المكتوب على الجبين سوف تراه العين
فلماذا التعب
لا احد يعلم قدره
لكن القدرحسب قناعتي حتمي كخطة فقط و ليس كنتيجة
اذا للانسان دور في تحديد النتيجة حسب الطريق اللذي يسلكه
وليس مقولبا بنتيحة ثابتة غير قابلة للتحول
والا لما كان لوجودنا اي دور في هذه الحياة المقررة سابقا حسب قناعات البعضض
من الصعب ان نقبل الاختلاف احيانا وبسبب هذا تنشا الحروب
لكل اسرة حرية التصرف بشؤنها الداخلية
لكن ان ساد الاحترام بين هذه الاسر لن يكون هناك منغصات
ورد في القران الكريم في سورة الاعراف عبارة
واوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه ان اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم
المعنى الغير فيزيائي لهذه الايةحسب تصوري
يوحي باختلاف
موارد العلم دون ان يكون هناك تعارض بينها
لنتجرا على الثقة بالغيب
ولنتخيل ان كل شخص يخصص ولو فترة قصيرة لعمل تطوعي
لنتخيل ان احد المراكز الدينية او الحكومية او الحزبية تفتح المجال للمتطوعين لممارسة مهاراتهم في خدمة مجتمعهم
النتيجة ستكون اكتشاف الكثير من الطاقات الكامنة
وبالتالي النهوض بها
وهكذا خطوات
بسيطة قد تنهض بالمجتمع ككل لانها تحتضن بذوره واشجاره المثمرة
رمضان كريم
وكل عام و انتم بخيرر