الأحداث الجارية في مصر شلت قدرة صناع القرار في واشنطن وبعض دول الغرب.
وباتوا بمواقفهم وسياساتهم حيارى, وأشبه بأكوام قش تذروها الرياح في يوم عاصف.
وبعض الساسة والوسائط الاعلامية, تنهال ضرباً بمناقيرها الحادة, على صناع القرار في هذه الدول. متهمين إياهم: بقصر النظر. وهذا بعض ما نشر في هذه الوسائط:
· فمواقف الحكومات تشظت نتيجة الاحداث في مصر, إلى شظايا ثلاث:
1. شظية تقاتل قتال المستميت دفاعاً عن مرسي والاخوان المسلمين.
2. وشظية تنتقد كل من مرسي والاخوان المسلمين. وعبر عنها معهد بروكينغز, حين وصف الحال, فكتب يقول: أن استئثار واحتكار الاخوان المسلمين للسلطة, هو ما دفع جمهور المحتجين للتظاهر ضد حكومة تم انتخابها بحرية, فضلاً عن استعداء السلطات الجديدة للسلك القضائي, والدخول معه في حرب مفتوحة, لفرض سيطرتها عليه. ولأول مرة في تاريخ مصر جرى اعتداء وحشي ,أدى لإعدام أربعة مصريين يتبعون المذهب الشيعي, والسماح للمتطرفين بالترويج لخطاب الكراهية ضد الاقليات والمذاهب.
3. وشظية ترى أن سياسات أوباما ومرسي و أردوغان وحاكم قطر حمد المعزول, هي السبب. فهم من زجوا بحركة الإخوان المسلمين في صراع لا مصلحة لها فيه, بسبب حرفهم الصراع. من صراع بين الأمتين العربية والاسلامية وقوى الصهيونية والاستعمار, إلى صراع طائفي ومذهبي, لتهدر فيه الكثير من الدماء والارواح والممتلكات.
· وأن الحزن ساد إسرائيل عقب الإطاحة بمرسى في ثورة 30 يونيو, كما تقول صحيفة معاريف الإسرائيلية, والتي قالت عنه: أن مرسي كان كنزاً لإسرائيل, لأنه كان مسيطراً على حماس، ومنعها من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكان يلبي جميع المطالب الإسرائيلية، سواء بإعادته السفير المصري لتل أبيب مجاناً، أو بسحبه كتيبة الدبابات المصرية من سيناء بعد اعتراض إسرائيل، فضلاً عن تأكيد المسؤولين الإسرائيليين أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب في عهد مرسى أفضل كثير مما كانت عليه في عهد الرئيس الأسبق، حسنى مبارك.
· و إقصاء مرسي دفع بمؤسسة هاريتاج إلى جانب آخرين من النخب الفكرية, إلى تحذير الولايات المتحدة الامريكية من طبيعة ردها المرتقب. جاء فيه: إن مرحلة انتقال مصر إلى المسار الديمقراطي ستكون بالغة التعقيد, وستستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً في بداية الثورة. وحثت المؤسسة المذكورة الادارة الاميركية على الاقرار بأن مصر تقترب بوتيرة مذهلة من مرحلة الدولة الفاشلة, أو فوضى اقتصادية عوضاً عن التحول نحو الديمقراطية. والاستمرار بتوفير الدعم الغذائي لمصر على المدى القصير لتتجاوز مصر محنتها السياسية الراهنة, وتفادي تداعياتها على الجيل الناشئ الذي يتأثر أكثر من غيره بالإيديولوجيات المتطرفة. وطالبت المؤسسة الحكومة المصرية: باتخاذ اجراءات عاجلة لإصلاح الاقتصاد, وتخفيض الدعم الحكومي عن المواد الغذائية الاساسية, والنظر في المدى المتوسط, إلى أنجاز الاصلاحات.
· والربيع العربي الذي طل على مصر, وصفه معهد كارنيجي, بتقرير جاء فيه: الربيع العربي جعل مصر تشهد حالة انقسام واسعة, وأشد مما كانت عليه بعد الثورة قبل عامين, مما يعقد مساعي الزعماء بتفادي الوقوع في ارتكاب الاخطاء ذاتها. وبنظر معهد كارنيجي فإن ما ينتظر مصر, هو إحدى خيارين:
1. إما الاقتداء بالنموذج التونسي وإقامة تحالف موسع وشامل لإدارة الحكومة.
2. أو السير نحو التجربة الجزائرية التي تميزت بالاستقطابات الحادة, ونذر حرب أهلية.
· ومصدر أمني مصري ادلى بتصريح, قال فيه: أن تشكيلات من الجيش الثالث بالتنسيق مع الجيش الثاني بدأت عملية عاصفة الصحراء في سيناء, لمواجهة الارهاب والعنف ومحاصرة عناصره ومراكزه.
· وهناك تحول واضح في المنطقة ومصر تحديداً. فالرئيس الروسي بوتين قرر أن يرأس وفد بلاده لإرساء واقع جديد مع قيادة مصر الجديدة. لتكريس ابتعاد مصر تدريجياً عن واشنطن, ليحقق انتصاراً جديداً مع مصر على غرار سوريا. فالعالم على ما يبدوا يتغير, فواشنطن تتراجع, وروسيا ومن معها يتقدمون.
· وأخطر ما يخيف الغربيين وفق ما يراه مركز Foreign Strategy, هو: أن تعود مصر قائدة للعروبة. فتنتشل سوريا من طمي مأساتها. والأخطر رؤيتهم زعيماً في مصر على شاكلة محمد علي باشا وجمال عبد الناصر. فالسيسي خطر داهم خصوصاً, إذا اجتمع مع بشار الأسد في خط واحد مناهض للغرب وإسرائيل ذات يوم. وهو ما لم يكن مسموحاً به قط. ويسأل المركز ساخراً: ترى هل يسخر بنا التاريخ ويعيد نفسه؟. سؤال من أخطر ما يطرح على أولئك الذين عبثوا بالاستقرار طلباً للفوضى, والإتيان بحكم الإخوان المسلمين.
· وأن السيسي يمتاز بالجدية, والادراك العميق لمصلحة مصر العليا داخلياً وخارجياً. وبجمع بين التدين الشديد وبين الانبهار بجمال عبد الناصر . وكان أصغر ضابط في المجلس العسكري. ولم يخض أياً من الحروب. وأمضى سنة تدريب في الولايات المتحدة الامريكية, وعين مدير مخابرات العريش, ومن ثم مدير المخابرات العسكرية. كثف حواراته السياسية مع محمد حسنين هيكل منذ شهر شباط عام 2011م. ونسق مع شباب ناصريين, وجمهوره ناصري. وهو في وفاق مع السعودية والامارات, ونفور من قطر و أردوغان. وجمهوره يحبذ موسكو على واشنطن, و لا يكترثون بقطع واشنطن للمساعدات.
· وموضوع سيناء بات الشغل الشاغل لوسائط الاعلام. وهذا بعضاً مما يتناقلونه:
1. فشبه جزيرة سيناء, بمساحتها البالغة 60000كم2, وبتضاريسها الصعبة, وبعدد سكانها البالغ 550000 نسمة وغالبيتهم من القبائل البدوية. أصبحت قبلة المسلحين الاسلاميين من كل دول العالم والدول العربية بعد سوريا والعراق. حسب التقرير الذي صدر عن مركز أطلس للدراسات.
2. والنبوءة التي روجت لها اجهزة أمن إسرائيل وإعلامها قبل سنوات, بتحول سيناء إلى سيناستان, نسبة إلى الاقليم الحدودي الافغاني الباكستاني الذي تنتشر فيه فوضى الإرهاب والفلتان المسلح. حسب ما ذكره مركز شتات.
3. وإسرائيل تطمح إلى سلخ سيناء, عزلاً وفصلاً عن مصر. لإنشاء كيان سينائي, يشكل حاجز بين مصر وإسرائيل. وتكون له أفضلية التحالف والتعاون مع الدولة العبرية. وتُجبر إسرائيل هذا الكيان بتوسيع حدود قطاع غزة على حسابه, كي يستوعب القطاع اللاجئين الفلسطينيين والفائض البشري في القطاع. حسب ما ذكره وأورده موقع أطلس للدراسات.
4. وأهم الاهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها إذا انتشرت الفوضى في سيناء, تكمن في استنزاف الجيش المصري في سيناء. وتهديد عمل قناة السويس. حيث استعدت لذلك عبر تنفيذ مشروع سكة حديد يربط ميناء إيلات بميناء أسدود. حسب ما ذكره موقع أطلس للدراسات.
5. ومعهد بيغن حذر من تحول شبه جزيرة سيناء إلى منطقة لا تخضع للقانون. فيتمكن الإرهابيين من إيجاد ملاذ آمن فيها. ولذلك لابد من زيادة التواجد العسكري الاسرائيلي على الحدود مع مصر. ولا بد من أن تقوم إسرائيل وفقاً للظروف, من إعادة احتلال أجزاء من شبه جزيرة سيناء المصرية.
· وكل ما يخشاه الغرب اليوم بنظر مركزISS, يتلخص بما يلي: نجاح العسكر في مصر بالثورة, وتغيير منحى السياسة المصرية نحو علاقة متميزة مع سوريا والعراق. يعني أن ما خطط له لتمزيق العالم العربي إلى طوائف وعشائر وقبائل متناحرة, ومنع لقاء القاهرة بدمشق ببغداد, هو البدء كطائر الفينيق من جديد.
نبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ مصر وشعبها الأصيل والنبيل, وأن يعم ربوعها الأمن والأمان والسلام. وأن تستعيد دورها الأصيل, والذي تتحدث عنه كتب التاريخ.
الأربعاء: 31/7/2013م