اننا نأسف ومن كل اعماقنا لكل ما يجري في مصر الشقيقة هذه الأيام !
اننا نحب مصر ارضا وشعبا ولنا معها علاقة ذات خصوصية منذ عهد الفراعنة . وعبر التاريخ فإنه لم تكن العلاقة بين مصر وبلاد الشام جيدة الا وكان حال الأمة كلها بخير .
وازاء ما يحدث نريد أن نسأل : من هو عدو الأمة العربية والاسلامية اليوم؟ والله العظيم فقد ضيعونا بعض اولئك ممن يعتبرون انفسهم قادة ورجال دين وللأسف !!
منذ فترة سمعت ملتحيا من حماس يقول عبر احدى الفضائيات : ان الجهاد في سورية اهم من الجهاد في فلسطين ؟؟!! فهل وصل الانحطاط في العقل الى هذه الدرجة ؟اننا نريد ان نسأل : من هو العدوالحقيقي اذن؟ هل الصهيونية التي اغتصبت فلسطين وقتلت وشردت اهلها ، ام أهل الشام؟
نعلم وبثقة ان المسلمين هم من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واقام الأركان الخمسة . وعليه فإن ابا بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة الثقات رضوان الله عليهم اجمعين هم مسلمون ، وابو جهل وابو لهب وأمثالهم كثير :كفرة .. ولكن هل مرسي وبديع والشاطروسواهم من شلة الأخوان في مصر هذه الأيام مسلمون ،وشيخ الأزهرمثـــلا ً ، كافر ؟
هل أكون مسلماً عندما اقف مع المرسي والشاطر ولا أكون مسلما ً اذا وقفت مع السيسي والشعب في مصر حتى ولو كنت اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والتزمت بأركان الايمان بكل صدق ؟من اعطى اولئك الصك الالهي بالموافقة على صحة اسلاميتهم وصنف معارضيهم كفارا ً مع انهم مؤمنين مصدقين لما جاء به الرسول الكريم محمد(ص) والتزم به خلفاؤه وصحابته الصادقون ؟
حسبنا الله ونعم الوكيل ....!
كيف لهؤلاء ممن يدعون انفسهم بالجهاديين ان يكفروا كل من يعارضهم ولو كان مؤمنا ً مسلما ً فقط لأنه لا يتفق معهم بالرأي ؟؟!!
كيف يقوم بني آدم من لحم ودم بوزن الملك عبد الله ملك السعودية بالوقوف الى جانب الحكومة والشعب المصري اليوم ضد الأخوان وكل من يقف ضد مصر حتى لو كانت امريكا واوروبا ، وفي ذات الوقت يمد الأخوان والتكفيريين في سورية بكل انواع العون والمساعدة ليقوموا بكل ما يقومون به من قتل وتدمير وتخريب ؟ أنا واثق ان خازوقا ً ينجره الملك السعودي لأشقائنا في مصر ، لأننا ما عرفنا عنه جلالته سوى الغدر والانبطاح أمام أسياده في امريكا ودول الغرب ، فمن أين أتته هذه النخوة العروبية المفاجئة ؟ولكن هل يستطيع جلالته ان يفعل ذلك مع ام الدنيا ، مع هذا الشعب العظيم ، شعب مصر ؟!
اننا نريد أن نسأل جلالة الملك الهمام :هل المسلم الذي يقتلون في سورية غيره في مصر؟ هب مسلمي سورية من تشاء ومن اية طائفة كانت لكنهم يؤمنون جميعا ً بما آمن به الرسول وخلفاؤه وصحابته قولا وعملا ، فلماذا يمد جلالته بالعون وبسخاء من يحارب السوريين ويريد قتلهم ، وفي ذات الوقت يقف ضدهم كما يدعي في مصر ؟؟؟!!! هل ثمة خلاف بين ملك السعودية والقيادة في سورية ؟ فإن كان فعلا هو كذلك ، فهل يستأهل من السعودية ان تفعل ما تفعله ضد سورية وشعبها؟ ثم اذا كان الأمر كذلك ، فليس الأمر مسألة مبدأ ، بل هو موقف شخصي ليس أكثر !! أمن أجل ردة فعل شخصية ادمر بلداً مسلماً وأقتل شعباً مسلماً ؟ فعلاً ، حسبنا الله ونعم الوكيـــل !!!
اننا نسأل اشقاءنا في السعودية ملكا ً وشعبا ً ،وان كان عتبنا أكبر على الشعب السعودي الذي يفترض انه عربي مسلم !! هل الصورة التي تصلكم عما يجري في مصر ، غيرها في سورية ؟ هل المسلمون برأيك يا جلالة الملك في بلاد الشام كفرة وهم مؤمنون في مصر؟ وهل تقبل ان يدمر بلد مسلم و لأي سبب أيا ً كان ؟ولكن هل تعلم يا جلالة الملك من الذي يتم قتله في سورية ؟ وحياتك كل الناس ومن كل الطوائف والأديان ، اضافة لأماكن العبادة جميعا ً فعن أي مبدأ تدافع يا جلالة الملك ! اوليس اجدر بكم وانتم ملك السعودية ويفترض انكم صمام الامة وعقلها الراجح المدبر ان تعملوا ما بوسعكم لوقف حمام الدم هذا بدل دعم من يؤججونه؟
والله العظيم نحن الشعب ما كرهنا احداً ولا حقدنا على أحد عمرنا ، فلماذا تفعلون بنا ما تفعلون؟ اما تحرك بعض مما تبقى من ضميركم ووجدانكم ودينكم ان كان الدين الذي تؤمنون به هو نفسه الذي أنزل على سيدنا محمد(ص) حقا ً ، ان تفكروا أن يسجل الله والتاريخ لكم وقفة تاريخية ورأيا ً راجحا تجنحون من خلاله الى وقف هذه المذبحة المريعة التي تغذونها بحق أشقائكم وابناء جلدتكم من عباد الله في سورية ؟
اما انتم يا أهلنا في مصر ، فوالله ليس امامكم سوى الوحدة في وجه اولئك الذين يريدون تدميركم . وما لم تكونوا قلبا ً واحدا وارادة واحدة فلن تنقذوا بلدكم وشعبكم .. وانني اتوجه الى كل مصري شريف من السيد السيسي الى الفرد العسكري والمواطن العادي : معظم اولئك الأخونة صاروا بين ايديكم . انذروا جماعتهم التي ما تزال تعيث فسادا ً كي توقف عملها الهدام في كل بقعة من ارض مصر وخلال اربع وعشرين ساعة والا سيتم احالة زعمائهم الى المحكمة المختصة كي تصدر قرارها بشأنهم كقتلة ومحرضين على القتل والدمار واستدعوا كل فئات الشعب الى النزول الى الشوارع والساحات بعد ذلك وكما فعلت في الثلاثين من حزيران لكلمة فصل بشأن تنفيذ الحكم فإن حدث وسيحدث حتما ونزلوا فإن ذلك سيعتبر تفويضا من أكثرية الشعب بتنفيذ الحكم الصادر ، وقد اعذر من انذر .
ولن تستقيم امور مصر وتستكمل تنفيذ خطة طريقها التي رسمها الشعب الحر الا بفعل ذلك ، وسترون كيف ستعود مصر الى مكانتها الطبيعية في جسد الأمة قائدا وموجها وراعيا وحاميا كما كانت وعبر الزمان . اننا في سورية ننتظر اليوم الذي تتعافى فيه مصر العروبة ، لأن استرداد مصر لعافيتها هو عافية لسورية شقيقتها في الاقليم الشمالي والتي هي اليوم بأمس الحاجة الى وقوفها الى جانبها كما هي عبر الزمان .
