عرّاب الأمة العربية ..حامي حماها.. ناصر المظلومين ورافع لواء الحرية من المحيط إلى الخليج ..باراك أوباما ..الرئيس الأمريكي يبكي سوريا بدموع حمراء صفراء خضراء كألوان قوس قزح..كما بكى من قبل أطفال غزة في فلسطين وضحايا أبو غريب في العراق وافغانستان وغوانتانامو..وكأنما درعا وطرطوس وتلبيسة جزء من مقاطعة أمريكية يرثيها بدموع التماسيح .
في البيت الأبيض تحاك المؤامرات السوداء وتعصب العيون عن الحقيقة بعصابة سوداء .. وتكتسي سماء قبة الكونغرس سحابة سوداء تلونها دموع الثكالى والأرامل والشهداء في كافة أصقاع الأرض ,وفي البيت الأبيض مطبخ عصري تطبخ فيه كل أنواع السموم والمؤامرات ولكل طبخة نكهتها وميزتها وطبّاخ ماهر مختص بإعدادها بدقة ومهارة ..
ولكل شعب أجندة خاصة تطبخ على قياس وحضارة وثقافة وذكاء هذا الشعب ..وعندما حاولوا تقديم وجبة دسمة للشعب السوري الأبيّ اختلطت عليهم الأمور وضاعت عليهم مقادير هذه الطبخة لأنهم نسوا أن الشعب في سوريا لا يأكل الجيفة التي يطبخون ولا يشرب سماً زعافا ودماً فاسداً مما يعدون ..ولا يثمل على جثث الضحايا ,ولا هم بنار الفتنة ينقادون ..لقد نسوا أو تناسوا أن كل فرد وكل مواطن في أرض سوريا هو امتداد لجذور حضارة عمرها آلاف من السنين ولا يمكن أن ينالوا من شعبها ومن تاريخها وثقافتها لأنها منبت الحضارة الإنسانية ومنارة الأرض ..فكيف لشعب شامخ أن يذل على يد طاغية أو عميل مجنون .
أيها الأوباما العظيم ..يا نيرون أمريكا ..وسليل المستضعفين في الأرض من الزنوج ومن القارة السمراء التي منها جذورك ومنها منبتك وإليها انتماؤك شئت أم أبيت
يا حفيد كونتاكونتي العبد الذي رفض أن يموت إلا مرفوع الرأس شامخاً كإفريقيا السمراء سواد بشرته أضاءت نور الشمس بعنفوانه وكبريائه وهو خجل في قبره أن تكون واحداً من أحفاده أو من سلالته ..لأنك لطخت تاريخ أجدادك العظام بخساسة أفعالك وتواطؤك مع بني صهيون في طمس معالم الحقيقة لتتجبر على المستضعفين في الأرض تحركك أيدي اللوبي الصهيوني كحجر من الشطرنج كما تشاء .. أيها الأوباما ..من ذا الذي نصّبك مدافعاً عن حقوقنا ونصيراً لقضايانا .من ذا الذي أعطاك صك الإدانة والإتهام وأنت أطرش أخرس أعمى ..أطرش لا تسمع إلا ما يقال لك وأخرس لا تنطق إلا بما يملى عليك وأعمى لا ترى إلا مايراد لك أن تراه ..فأي رئيس أنت لا حول لك ولا قوّة ..؟!!
أيها الأوباما يا من ترى جثث من عاثوا في بلادنا فساداً ولا ترى أشلاء جنودنا وضباطنا تمزقها يد البغيّ والحقد والهيمنة انت تسمع أصواتاً ونباحاً ولا تسمع صوت الحقيقة من أفواه الملايين ..أنت تدين وتشجب وتندد من أجل حفنة من القتلة حاولوا تدمير أمن و أمان بلادي فشوهت الحقيقة وجعلتهم ثواراً وأحراراً ينادون بالسلمية وهم قتلة مرتزقة يدمرون ويسرقون ويقتلون باسم الحرية والتحرير.
أيها الأوباما ..بلادي عصية على مؤامراتكم ..وشعبي على درجة من الوعي لتفشيل مخططاتك الإجرامية فقل لزبانيتك أن شعبي لا ترهبه مقرراتكم ولا مقاطعاتكم ولا تهديداتكم لأننا شعب يعشق الشهادة لتبقى بلادي حرة كريمة يقودها قائد حكيم وربّان ماهر يعرف كيف يبحر بسفينته إلى بر الأمان ..أيها الأوباما ..إلى متى إلى متى تستبيحون كرامة الشعوب الآمنة وتسيطرون على مقدرات معيشتهم..
إلى متى تصدرون لنا أفلام الدراكولا لتحولو الحثالة من شعبنا إلى مصاصي دماء حقيقين ..إلى متى تستخدمون أراضينا محطة تجارب لأسلحتكم الفتاكة وطائراتكم وصواريخكم ..إلى متى تنهبون ثرواتنا وتدمرون حضاراتنا وتسرقون تراثنا وثقافتنا إلى متى تتلاعبون بأدياننا ودنيانا وتطلقون نار الفتنة بين أديان لم يقو على تفرقتها الزمان إلى متى تشردون آلاف البشر وتقتلون آلاف الأبرياء باسم الديموقراطية التي شهدنا منجزاتها الرائعة والنبيلة لسياستكم في العراق وأفغانستان وليبيا والسودان
إلى متى تأمرون وتنهون وكأنكم أرباب هذه الأرض لكم الأمر وعلينا الطاعة والخضوع لقد سقطت ورقة التوت وبانت عوراتكم ولسوف تعلمون أن شعبنا عصيّ على مؤامراتكم ومخططاتكم وماتعنيه الأمم المتحدة تلك المنظمة المسخ التي فقدت مصداقيتها أمام العالم من مقررات إدانة وعقوبات على سوريا لا يقدم ولا يثني من صمود شعبنا بل أن كل قرار من قرارات مجلس الأمن يزيدنا قوة وصلابة وتمسكاً بوطننا وبقائدنا وبوحدة شعبنا وكلمة حق تقال أن طبّاخ السم لا بد أن يأتي يوم ويذوق ماطبخت يداه وأنه على الباغي تدور الدوائر وللتاريخ والذكرى أيها الأوباما العظيم ...سوريا خط أحمر .. لأنها عرين الأسود والأحرار
.