دمشق..
مدينتي التي اختزلت حروفها الأربعة عبق ماضٍ وجرح حاضرٍ.
مدينتي التي غطت عرائش ياسمينها الحروف الأولى من أسماء عشاق كُتبَت على حيطانها القديمة.
مدينتي التي عشقها التاريخ، وقال لها استمري، وكوني الأثرى والأغنى فاختارها لتكون رواية، وتضم بين أحجارها حكايا وحكايا لا تتقن سردها مدن أخرى كانت يوم شباب دمشق لا تزال في رحم الغياب.
مدينتي التي تشهر شرفاتها وشبابيكها حتى الفجر تتسامر، فلا يسأم المارة حديثها، ولا يُزعج الراقد صوتها، فهي سمر الساهر وأغنية الراقد.
مدينتي التي رفع ترابها حضاراتٍ عالياً، وتحمّل انهيارها واحتوى رفاتها. وبذلك صار ترابها خليط حضارات، فاستحق أن يُقَدَّس.
مدينتي التي تبكي بحرقة، وتصرخ ألماً، فيشق صراخها عنان السماء ويعود إليها، فتتلقاه بصدرها.
نعدك يا حبيبة أن نجفف دمعك، ونداوي جرحك، ونصونك كما صنت نفسك لأجلنا على مدى الأزمان.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews