في الآونة الأخيرة، وضعنا الوطن على المحك وراهنّا عليه، وضعناه وسط ثلاث جبهات: الأولى أسمت نفسها الموالاة، والثانية أسمت نفسها المعارضة، والثالثة على الحياد. بل إن كل جبهة من تلك الجبهات الثلاث انقسمت إلى جبهات أيضاً، وهي إن شئت متناحرة أحياناً.
نسمع عن استشهاد أحد أبنائك، فتبكي حزيناً عليه، في حين تنشغل الجبهات الثلاث في تصديق وتكذيب الخبر. ولا يزالون على هذه الحال حتى يذاع نبأ استشهاد أخ له... وهكذا يستمرون، وأنت تصرخ فيهم أن أنجدوا أبنائي. وبعد لأي، وحين يسمعك بعضهم، يقررون الذهاب جملة إلى حيث استشهد إخوانهم، فيقتلون مجموعات، فتصيح بهم أن جدوا حلاً مناسباً، لم أعد أطيق صبراً.. فيعودون ليحصوا شهداءهم، وينشغلون في تصديق خبر استشهاد فلان وتكذيب خبر استشهاد ذاك...
يا وطني.. كثر منا يختلفون رأياً، ولكن ثق أن حبك يجمعهم.. ثق بأن ضباب سمائك سينجلي قريباً..