المخرج يصنع الممثل ولكن ليس ذنبه أن تكون ثقافة الممثل لا تتعدى السطرين اللذين بين يديه وتنتهي بنهاية أدائه للمشهد المطلوب , ورجل الدين الصالح يعلم تلامذته أصول الدين الصحيح والمعتدل وهو ليس مسؤولاً عن الذين تغسل عقولهم ويسلكون طريقاً تكفيرياً , والشاعر الغنائي يكتب أغانيه وينتظر لحناً جميلاً ولكن يصيبه الإحباط من ملحن فاشل وعابث في المقامات الموسيقية والذي يكلل فشله ...مطرباً مغموراً لا يملك من الثقافة الفنية ما يجعله يفهم ما يغنيه ....

 والمدرب الرياضي يضع الخطط لفريقه في الدفاع والهجوم وماذا يفعل إذا كان فريقه يفتقر للتجانس والتفاهم المطلوبين لتنفيذ هذه الخطط وكل لاعب يسعى للتفرد بالكرة لتحقيق هدف , والمعلم يعلم تلامذته بإخلاص ويحاول زرع المعرفة في عقولهم وتوسيع مداركهم ويحدثهم عن الأبواب التي ستفتح لهم بعد نهاية مراحلهم الدراسية وكيف سيكونون فاعلين في مجتمعهم ولكن ما ذنبه إذا كان هناك البعض منهم ليسوا بحاجة للدراسة في نظر أهلهم وهم يملكون المال الذي بنظرهم أهم من الدراسة والشهادات , والأهل يربون أولادهم ويحاولون فعل المستحيل لتعليمهم وتثقيفهم ولكن ما ذنبهم عندما يكون المجتمع من حولهم مريض وضعيف أخلاقياً وإجتماعياً فهو سيؤدي في النهاية إلى قتل كل الأحلام المنشودة....

 والوزراء والمسؤولين بشكل عام وليس في سورية فقط يتم تعيينهم من أجل أهداف كثيرة تخدم الوطن والمواطن ولكن هنا يكون الذنب على من إختارهم حيث معظمهم مرتبطون بقضايا فساد وسرقة وتقصير في وظائف أصغر فكيف في وظيفة وزير أو مسؤول والغريب هو المحافظة عليهم والشد على أيديهم بالرغم من أخطائهم الكثيرة وتقصيرهم , , وهناك العديد من الحالات التي تشكل في النهاية سلسلة مترابطة تصب في المجتمع وإما أن تنهض بالدولة أو تكون سبباً في سقوطها وفشلها عندما تغض النظر عن تثقيف وتطوير المواطن إن كان في الأرياف أو حتى في الصحراء وليس فقط الإهتمام بالمدينة فهناك مجموعة من الأخطاء ساهمت في وصولنا إلى ما نحن عليه الآن عندما يهون على الإنسان قتل أخيه الإنسان وتدمير دولته ومدينته وقريته وبيته وسبحان الله الذي يهدي من يشاء ويضلل من يشاء .

https://www.facebook.com/you.write.syrianews