تبكي زوجتي بحُرقة، وهي تستمع لأبني يقرأ لنا تلك الرسالة المكتوبة باللغة الإنكليزية التي تركتها له أخته قبل سفرها بعيداً لتكمل دراستها
وما أن ينتهي من قراءة الرسالة، حتى تسأله زوجتي أن يترجم لها ما كَتبت !!!
عندها يسألها أبني مستغرباً: "هل من المعقول يا ماما أنك بكيت كل هذا البكاء، وأنت لا تعرفين ماذا كتب بتلك الرسالة. فماذا ستفعلين إذاً لو عرفتي ما كتب فيها ؟
كل تلك الدموع ولم تعرف بعد ما تحتويه تلك الرسالة !!!
أقدر دموعك التي منعتك من فهم مضمون الرسالة، فهي المرة الأولى التي تسافر فيها أبنتنا بعيداً عنا، ولم تبلغ السابعة عشرة بعد.
يذكرني هذه الموقف، بحال الكثير من رجال السياسة في بلادنا، اللذين عادة ما يبدأوون بمهاجمة و رفض الكثير من المبادرات التي يمكن أن تسهم في إطفاء الحريق الذي يشتعل في بلادنا منذ سنوات، بدون معرفة وقراءة مضمون تلك المبادرات وتحليلها، مدفوعين من مصالح شخصية ضيقة وأنانية.
إن دموع ومعاناة أمهات الضحايا و (خاصة من الأطفال) يستحق منا أن نفكر جيداً، ونتعامل إيجابياً مع تلك المبادرات التي يمكن أن تقلل من عدد الضحايا
دموعكم تجمعنا
https://www.facebook.com/you.write.syrianews