سنة مرت، قبل أن أعرف المعنى الحقيقي لمطلع تلك الأغنية التي كان يحرص أولادي في زمن طفولتهم الجميل على الاستماع إليها في السيارة، كلما خرجنا في مشوار عائلي، ومطلعها: طبله تشغل قلبي وفكري معاك.
لطالما تساءلت بيني وبين نفسي، وكلما استمعت إليها معهم، عن تلك العلاقة الكامنة بين الطبلة وباقي الجملة في عنوان الأغنية، إلى أن تشجعت يوماً، وسألتهم عن تلك العلاقة الدفينة. لينفجروا بعدها بالضحك، ويفسروا لي ما لم أتمكن من تفسيره بنفسي، وما صعب علي فهمه على مدار سنة مضت.
لم تكن كلمة الطبلة في مطلع تلك الأغنية سوى فهم خاطئ من قبلي لـ (طب ليه؟). وهي صيغة سؤال بالعامية المصرية، أو ما ترجمته بالعربية الفصحى: لماذا؟ ما يشغلني اليوم، وبعد مرور سنوات طويلة على تلك الحادثة، هو علاقة الطبلة، أو لنقل الطبول، وبالتحديد طبول الحرب بالسؤال: لماذا؟
ولماذا كلما كثرت الأسئلة وقلت الأجوبة يعلو صوت طبول الحرب، والتي نسمعها بوضوح تقرع في كل مكان في منطقتنا، يبدو أن بعضهم بقرعه طبول الحرب، ومنذ البداية، يحاول أن يبعدنا عن كل تلك الأسئلة التي تبدأ بكلمة لماذا؟ كلنا نعلم بأنه في زمن الحروب، لا صوت يعلو على صوت المعركة، ومن غير المقبول، وليس مسموحاً بطرح الأسئلة.
وإنما المطلوب، وفقاً لرؤية أولئك الذين يقرعون طبول الحرب في كل مكان، أن نتكاتف ونتضامن معهم، ونبذل لأجلهم كل غال ورخيص، ونضحي بأنفسنا وعائلاتنا وحاضرنا ومستقبلنا في سبيلهم. في زمن الحروب، ننشغل بالتفاصيل، ويشغلنا تأمين الغذاء والماء والكهرباء، وأساسيات البقاء على قيد الحياة، وتنسينا تلك التفاصيل النظر إلى الصورة الكاملة، وتلك الصورة الكاملة وبشموليتها تثير أسئلةً كثيرة، تبدأ بكلمة لماذا؟ عندها
ووفقاً لطريقتي في فهم تلك الأغنية وتفسيرها،
نحتاج طبلة أمام كل سؤال يدور في أذهاننا، بخصوص الواقع الذي نعيشه، وما أكثرها!
https://www.facebook.com/you.write.syrianews