لماذا أيام الأسبوع 7 ؟ لماذا عجائب الدنيا 7 ؟ لماذا السموات 7 ؟ لماذا (الذواكر)
7 ؟
لماذا النغمات الموسيقية 7 ؟ لماذا ألوان الطيف الرئيسية 7 ؟ . . . .
لقد آمنت شعوب الشرق الأقصى، والشعوب السامية، وكثير من الشعوب الأخرى، مثل الإغريق
، والمصريين القدامى، وشعوب ما بين النهرين، بالسبعة ...
فالبابليون قالوا أن هناك سبع كواكب هم على التوالي : الشمس ،القمر ،جوبيتير ،فينوس
، ساتورن ،مارس و هارمس .. وقالوا أن المعادن سبعه هي : الذهب الفضة القصدير النحاس
الزئبق الرصاص والحديد
والمصريين القدماء …قالوا أن الأخطاء سبعه وان لكل خطا 6 قضاة ..يحاسب موتاهم عليها
على هيكل مسبع الأضلاع وتوزن الخطايا بسبع أوزان ويمر الميت بسبع مراحل من السؤال
….
والعبرانيون جعلوا الرقم 7 مقياسا لزمن الخطايا ..فالسنة عندهم تبدأ بالشهر السابع
وكل سبع سنوات( حسب الديانة اليهودية ) تنتهي الحلقة وتغفر الخطايا …..
وفيثاغورث عالم الرياضيات العظيم …قال : يمر الإنسان بتسلسل سباعي …فتنبت أسنانه في
شهره السابع ويبدأ سن الفهم في السابعة ويدرك الحلم في الرابعة عشرة من عمره ويدرك
الرجولة في سن الواحد والعشرين ،
ويقول أرسطو ان هضبات الحكمة هي سبع … وهو نفس عدد الهضبات الواجب تسلقها حتى يبلغ
الرجل الحكمة .
و الرقم 7 هو القاسم المشترك لمعظم قصص الأطفال …رحلات السندباد السبعة . . . إلخ
لماذا سبعة ؟ و ليس 5 أو عشرة حسب أصابع اليد الذي استعمل في الأعداد النظام العشري
. أولماذا ليس 4 أو 6 أو 12 الذي استعمل في تقسيم السنة إلى 12 شهر وليس 7 , لقد
كان يستعمل في التقويم الشهر القمري الذي جعل السنة حوالي 12 شهر وهذا ما اعتمد في
التقويم الشمسي الذي نشأ لاحقاً .
ما هو العامل أو السبب الذي جعل البشر قديماً تعتمد نظام السبعة في طريقة تعداد
الفئات والبنيات ؟ والآن لم يعد يستعمل , فالملاحظ عندما استعملت الكتابة بكثرة بعد
أن كان يعتمد على الشفاهية ( الذي يعتمد بكثرة على الذاكرة قصيرة الأمد ) , قد
انخفض اعتماد التصنيف السباعي , فالكتابة تسهل التصنيف لأكثر من 7 فئات , لأنها
تعتمد بشكل كبير على الذاكرة الدائمة .
يمكن أن يكون هذا على الأغلب ناتج عاملين :
العامل الأول : تعامل آلية عمل دماغنا مع الكثرة , واستعمالنا الشفاهية في التواصل
, وكما ذكرنا ينخفض استعمال التصنيف السباعي أو لا يستعمل عند استعمال الكتابة بدل
الشفاهية , وكذلك عند اعتمادنا على الذاكرة طويلة الأمد .
كيف يتعامل عقلنا لغوياً مع الكثرة
أن عقلنا عندما يتعامل بواسطة اللغة مع الأشياء ( أو الأفكار والمفاهيم ) والتي هي
متعددة ومتنوع بشكل هائل, يسعى إلى ضم المتشابه منها في فئات أو زمر أو أصناف .
فهذا يمكّنه من خفض عددها وبالتالي يسهّل عليه التعامل معها . فعندما يجمع كافة
أشكال وأنواع كائنات حية معينة في زمرة واحدة , ويكون هذا حسب صفات وخصائص معينة
تحملها كافة أفراد هذه الكائنات , وعندها يوحد تعامله مع هذه الزمرة ( أو الصنف )
حسب هذه الخصائص . فعقلنا دوماً يسعى للاختزال الكثرة والتعدد بالتصنيف من أجل
تسهيل التعامل معها عند تواصله مع الآخرين .
إن طريقة التصنيف بنموذج الشجرة ( أصل وفروع 3- 4- 5- 6 – 7 – 8 . . ) هي الأكثر
استعمالا وفاعلية والأنسب لعمل العقل البشري أثناء التواصل مع الآخرين .
وتخزين الكم الهائل للمعلومات في العقل البشري إذا لم يكن منظماً أو مصنفاً بطريقة
نموذج الشجرة أو شبيه بهذا النموذج , لن يحقق فاعلية في استرجاع المعلومات مع أنها
موجودة ومخزنة بقوة ووضوح في الذاكرة . فآليات الترابط والتداعي التي يستخدمها
الدماغ لا تستطيع الوصول إليها , لاستدعائها إلى سبورة الوعي إن لم تكن مصنفة
بطريقة الأصل , والفروع المترابطة معه .
والعامل الثاني : أسس عمل ذاكرتنا ( تسجيل وحفظ - واسترجاع ) . وبالذات ناتج عن
خصائص الذاكرة قصيرة الأمد .
نذكر أسس الذاكرة والتذكر
الذاكرة والتذكر بشكل عام هما : الاسترجاع للأحاسيس أو الأفكار أو الأحداث الماضية
. ويتم ذلك بواسطة القدرة على تسجيل الدلالات والمعلومات التي تمكننا من استرجاعها
أو استرجاع ما يشبهها، ويتم ذلك بالاعتماد على خصائص وقدرات الدماغ .
فالتذكر هو ( إعادة ) تشكيل أحاسيس أو أفكار أو حوادث في الدماغ حدثت في الماضي ،
وذلك نتيجة مؤثرات جديدة، وهو ليس استدعاء لها بالمعنى الحرفي .
وهذا ينعكس في القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات حول وقائع العالم الخارجي والداخلي
واستجابات العضوية ، وبالتالي إدخالها المتعدد في وشائج الإدراك والمعرفة والسلوك.
وذلك بتحقيق الربط بين الوضعيّات السابقة للحالة النفسية، والوضعيّات الراهنة ،
وبين عمليات التحضير للأوضاع المستقبلية.
والتذكر الإرادي المقصود يعني التفكير أو الإحساس بشيء ما، كان معاشاً في الماضي .
أي هو فعل إرادي مقصود وليس توارد خواطر يتم من تلقاء ذاته وهو (خاص بنا) . أي هناك
فرق بين التذكر الإرادي المقصود للأفكار والوقائع والأحاسيس، وبين تداعي ذكريات
الأحداث أو الأفكار من تلقاء نفسها نتيجة الأحداث الجارية التي تذكرنا بها , وهذا
ما تمارسه باقي الكائنات الحية .
إن ذاكرتنا نحن البشر أصبحت مرتبطة بتفكيرنا بواسطة اللغة , فنحن نقوم بالتذكر
الإرادي الهادف والمنظم وبمساعدة اللغة . وأثناء تواصلنا مع الآخرين نستخدم اللغة
لنقل ما نتذكره , أي أن اللغة هي التي تصيغ وتصور ذكرياتنا عند تواصلنا مع الآخرين
. ونحن نلاحظ كيف تعجز اللغة عن تمثيل ونقل للآخرين , الكثير من الأحاسيس والعوطف
وبعض الأفكار .
المهم أننا نحن محكومين بطبيعة وخصائص اللغة عند تواصلنا مع الآخرين .
هناك شكلين للذاكرة .
الأول دينامي ( أو الذاكرة قصيرة الأمد) : وهو مؤلف من تيارات كهربائية عصبية أو
ترددات و طنينات كهرطيسية , وهذا ما يعتبر الذاكرة العاملة , و يعتبره البعض
الذاكرة القصيرة الأمد . وهذه التي تهمنا لتوضيح ( لماذا السبعة )
ما هي الذاكرة القصيرة الأمد :
عندما يطلب منك استرجاع فوري لمادة كنت قد قرأتها أو لرقم كنت قد سمعته للتو أو بعد
فترة وجيزة من عرضها فإن عليك عندئذ أن تعتمد في استرجاعك على الذاكرة الدينامية
التي يطلق عليها البعض (الذاكرة القصيرة المدى) .
والاحتفاظ برقم هاتف جديد، أو اسم شارع جديد تسير فيه أو تتجه إليه أو مقطع من جملة
وصلت إلى مسامعك منذ برهة، أو مقاطع صوتية من لحن موسيقي توقف فجأة، أو عدد من
الكلمات التي فرغت من قراءتها منذ قليل , من عمل الذاكرة الدينامية .
إن سعة الذاكرة الدينامية أو القصيرة المدى لدى غالبية البشر هو 7 فئات وهذا معناه
أن الشخص العادي يستطيع أن يختزن في ذاكرته القصيرة المدى ( 7 ) عناصر أو بنود وهذه
العناصر أو البنود يمكن أن تكون اعداداً أو حروفاً أو مقاطع صماء أو كلمات , وهناك
قليل من الأفراد تخزن أقل من 7 (5 أو6 ) عناصر , أو أكثر من 7 ( 8 أو 9 ) عناصر .
وإن سعة الذاكرة القصيرة المدى تظل هي هي، بغض النظر عن المادة ذاتها. أي أن هذه
العناصر يمكن أن تكون حروفاً أو كلمات علماً بأن كل كلمة مؤلفة من عدد من الحروف،
إن هذه الوضعية تشير إلى أن ما تختزنه الذاكرة القصيرة المدى هو وحدات ذات معنى من
المعلومات وليست الجزئيات التي تتألف منها هذه الوحدات .
ولزيادة التوضيح نذكرنظرية " الشّنكات "
في الستينات من القرن الماضي حاول " سيمون و شاس من جامعة كرنيكي ملون " التوصل إلى
فهم أفضل لذاكرة , إذ تابعا ما قام به " دو كروت " , بسؤال واختبار لاعبي الشطرنج
من مستويات مختلفة , فتبين لهم أن الذاكرة الشطرنجية هي نوعية أكثر مما كان يبدو من
حيث إنها ليست مجرد توالف مع اللعبة نفسها , بل توالف مع الأوضاع النمطية لأحجار
الشطرنج . فهذه التجارب أيدت الدراسات السابقة التي بينت بشكل مقنع أن القدرة أو
الخبرة في مجال ما لا تنحو إلى الانتقال إلى مجال آخر .
كيف يعالج أساتذة الشطرنج كميات واسعة من المعلومات الشطرنجية المخزنة لديهم , وهي
مهمة يبدو أنها ترهق الذاكرة العاملة , التي يعتمد عليها بشكل كبيرأثناء اللعب
لقد فسر " سيمون " ذلك باستعمالهم تشكيل الأوضاع الشطرنجية الكيفية , باستخدام
نموذجاَ مبنياً على مجموعات من أحجار الشطرنج يتكرر ظهورها في أوضاع محددة تدعى "
الشّنكات " .
وكي يتوضح مفهوم الشّنكات يجب توضيح " الذاكرة العاملة " التي يقول عنها عالم النفس
" ميلر " أنها ( دفتر خربشات الدماغ ) والذي يعتمد ما يكتب فيه على ما يتم تذكره
والتفكير فيه , ولا يمكن أن نفكر إلا بسبع + , - 2 أشياء أو مفردات في وقت واحد ,
وبضم تراتيبات المعلومات في شنكات يستطيع أساتذة الشطرنج احتواء كمية كبيرة من
المعلومات في هذه الشّنكات السبعة . ففي سياق الشطرنج يمكن ملاحظة الفروق ما بين
المبتدئين وأساتذة الشطرنج . فإذا كان على رقعة الشطرنج عشرون قطعة فقد يمثل ذلك
بالنسبة للمبتدئ عشرون شكنة معلومات أما أستاذ الشطرنج فإنه يجمع بين قطع ليشكل عدد
قليل من شنكات يستطيع التعامل مها بسهولة .
وهذا يشابه القراءة الكلمات بدل من قراءة الحروف أو قراءة الجمل بدل من قراءة
الكلمات . فبدل أن يحوي الشّنكة حرف يمكن أن يحوي كلمة , أو يحوي جملة أو فكرة , أو
يحوي قصة فيها مجموعة أفكار وحوادث .
وشكل الذاكرة الثاني البنيوي ( أو الطويلة الأمد ) : مكون من الخلايا والمحاور
والمشابك والمواد الفيزيائية والكيميائية الدماغية , التي تبنى الذالكرة الدائمه
منها.
ويجب التمييز بين بنيات الدماغ وناتج عمل الدماغ ( أي بين السوفتوير و الهاردوير)
فالتفكير والأحاسيس هي سوفتوير , أي هي برامج , أحاسيس وأفكار وتصورات .. , تنتجها
بنية الدماغ أو الهاردوير الدماغي .