رحلت أنا بعد رحيلهم ولم تبق سوا وحشة البيوت المهجورة بيوت هنا وهناك .. وأنا المرتحلة من منزل لآخر كم من البيوت جربت وحشتها لقد كانوا هنا منذ قليل كانت ضحكاتهم تدفيء هذا المكان الحزين البارد
وقد بهت كل شيء بعد رحيلهم ولم يبق سوى بقايا ألوان على أصابعي وبعض الاغاني الدافئة كم كنت أهوى تلك الهمسات الطويلة في تلك الببوت الجبلية الشامخة ...بيوتنا الشرقية
تلك البيوت التي حكمت نحملها معنا أينما رحلنا تبقى تلك البيوت في جعبتنا مهما رحلنا يبقى ذلك الدفء في صوتنا يرافقنا ذاك الجبل في مشيتنا في برودنا الدافيء في شموخنا.. وتبقى أمطار ذاك الجبل في عيوننا هو حكم الجبل لا أكثر حكمنا به وحكم بنا لما هناك فقط.. لما هناك فقط نهيم له قفط نسلم ونستسلم نتحول الى دالية فوق أسطوح الى سهول بعد أن كنا جبال الى ومضات ونسيم الى شرنقة شمس.
لما هناك فقط نستطيع البكاء لننفذ تماما لنشفى تماما.. فقط هناك تملأ ضحكاتنا الأرض لنضحك العالم بأسره من وحي بسماتنا
الرائحة هناك تعشعش في ذاكرتي أحاول الرحيل وأدري انني لا بد راجعة ولابد لي قبل الرحيل ان أملى بعيونكم أن أضع بسماتكم في قلبي وأفرش طهركم على بيادر وألملم بقايا صوركم في روحي أنا يا أمي كنت ابحث عن وعد لأفي به والآن وجدت وعدي أن أبقي ذاك الجبل في داخلي حيا لا يا أمي انا سأحفظ الجبل ليس كما علمتني بل كما علمني الجبل .. أنا يا أمي لم أعد أحمل الخوف الذي اسقيتنيه
كم أحمل منك يا أمي ,,,, الكثير الكثير .. أنا يا أمي لم أعد وهما أصبحت حقيقية تستطيعين أن تشعري أنفاسي مع رياح الفجر الباكر عندما تستيقظين فقط أصعدي السطح حيث كنا نجلس لا يجمعنا سوا نظراتنا والجبل كم تستطيعين أن تكوني جميلة يا أمي فلما كل هذا الخوف