news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
الكرة في ملعبك....يا أستاذ لطفي... بقلم : ملهم البريجاوي

 إن الرياضة في سوريا كانت على الدوام مادة شهية ودسمة للإعلام بحيث يتناولها بكثير من الحرية والشفافية فهي ليست من ضمن الثالوث المحرم أو المقيد على الأقل وهو (الجنس – السياسة –الدين ).


 لذلك كان من الذكاء أن يستثمر تلفزيون الدنيا – وهو إعلام خاص - نظرا لأهمية الرياضة و سماحية الإعلام في التعامل مع هذا المحور , بالإضافة إلى اجتذاب الشريحة الواسعة والهامة التي تتابع بشغف واهتمام أحداث الرياضة حتى في أدق التفاصيل المملة التي قد تصل في حديث المهووسين إلى درجة تبادل معلومات حول الحذاء الذي لعب به اللاعب الفلاني في التدريب المسائي في الملعب البديل وهو مصاب برض خفيف في الكاحل الأيسر للقدم اليمنى .

 

 ومنذ أن ظهر برنامج الكرة في ملعبك , شكل خطوة حقيقية في الإعلام الرياضي السوري , حيث أصبحنا على الأقل نستطيع أن نربط بين أسماء لاعبينا وصورهم , ونتذكر بكثير من الحنين أسماء كتبت بحروف من ذهب مجد الكرة السورية الضائع .

 

 ومع مرور الوقت على انطلاق البرنامج تبدى واضحا محاكاته لبرنامج صدى الملاعب للإعلامي السوري مصطفى الأغا ,ابتدءا بالمقدمة وهي ذاتها لكلا البرنامجين ,حيث يبدأ الأستاذ لطفي بنفس الصيغة التي يبدأ بها الإعلامي مصطفى الأغا وهي: برنامج ..... ينطلق وفي العناوين . وصولا إلى طريقة قراءة الرسائل وتوجيهها مباشرة للضيف . واستضافة الفنانين وإقحامهم في الرياضة وشؤونها , وغير ذلك من التطابق الذي لا يخفى على أحد .

 

 لذلك كان لزاما على القائمين على هذا البرنامج الرياضي المحلي الذي كان متنفسا حقيقيا لكل عشاق الرياضة في بلدنا أن يحافظ هذا البرنامج على هويته وعلى جمهوره , ويدخل مرحلة الابتكار والتجديد حتى لا يكون مجرد برنامج رياضي يضاف إلى قائمة البرامج الرياضية التي تتنوع عناوينها بينما تتشابه في مضمونها وطريقة طرحها .

 

وهنا لابد أيضا من تقدير جهود الإعلامي لطفي الاسطواني , الذي يمتلك تاريخا كبيرا في الصحافة الرياضية المحلية , وهذه التحية لا تعفيه بطبيعة الحال من بعض الملاحظات الأساسية التي تمس البرنامج , ابتداء من الشكل كما ذكرنا سابقا وصولا إلى المضمون .

 

 ومن بعض مشاهداتي لهذا البرنامج – وأنا اعترف أنني لست من متابعيه بشكل دائم – لاحظت مع أصدقاء لي أن الأستاذ لطفي يفقد أحيانا أدوات الحوار الإعلامي العصري ويكرر أسئلة متشابهة على ضيوفه في الحلقة ونلاحظ أنها تتكرر ذاتها حتى مع ضيوف جدد في حلقات أخرى .

 

 وعلى سبيل المثال تلك الحلقة التي استضاف فيها لاعبا المنتخب الوطني (صهيوني و دكة) وراح يكرر عليهما نفس السؤال ماذا تقولوا للناس الذين يقولون ان المنتخب لن يحقق النتائج , ماذا ترد على هذه الرسالة التي تقول أنكم ستخسرون .... وهكذا طوال الحلقة حتى استنفذ المساكين (صهيوني و دكة) مفرداتهما ووقعوا هم أيضا في مطب التكرار والتسويف .

 

وكأننا نعود إلى الوراء إلى بعض مذيعي التلفزيون السوري الذين يراهنون على ذكاء ضيوفهم ويحملوهم مالا طاقة لهم به . وأحب فقط أن انوه إلى أن حملة دعم المنتخب أمر جميل ولكن يجب أن يعلم الأستاذ لطفي والقائمين على البرنامج أن الوطن يستحق من أبنائه احترافية أكثر ولا يحق لأحد أن يعبث بصورة سوريا ولو بدون قصد ومثال ذلك الإعلان المكتوب الذي تتضمن وعدا بان نملأ ملعب العباسين كما فعل العراقيون في ملعب السليمانية , وتحويل لقاء الأشقاء السعوديين إلى موقعة انتقام ردا لما تكتبه بعض المواقع السعودية عن تقييم بعض السعوديين لمنتخبنا الوطني .

 

ثم إننا يا عزيزي نحن نحب ونعشق سوريا مع برنامجك وبدونه ومع المنتخب وبدون المنتخب ولا نحتاج إلى أسلوب الوعظ المباشر والأسلوب المتعثر الذي عفا عليه الزمان ولم يعد موجودا حتى في الإعلام الرسمي , فليكن برنامجك رياضيا بالشكل الاحترافي وبعيدا عن هذه الممرات الضيقة والتي قد تسقط برنامجك للأبد , وتفقد بذلك ما حققت من نجاح وشهرة فأنت تتوجه إلى شعب ذكي يقرأ مابين السطور ويعرف كيف يقدر الأمور حق قدرها . الكرة الآن في ملعبك أستاذ لطفي وأرجو أن يتسع صدرك لما سبق و لك منا التحية .

 

 

2011-01-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد