أتأملها
وأشتهي أن أقبلها
وأرشف ما على فمها من غلٍ
وأقلب جمالها كتاباً
وأتلذذ بحلوة شفتيها
أتأملها
كيف أعطت القمر ضوئه من وجهها
وكيف حاك الليل ردائه من عينيها
وكيف سَطعت الأرض قبل الشمس من خديها
أتأملها
وأنا قريبٌ وبعيدٌ عنها
ويداي تقف كذئاب لا تعرف مبتغاها
أنظر كطفل أمام ألاف الهدايا
كضائع ٍ رأى طريقه للهدايا
أتأملها
فضحكات الأطفال رأيتها
وحدائق الدراقِ رأيتها
وبيادرُ القمحِ رأيتها
ورأيت نفسي ضائعاً عند مدخل مدينتها
أتأملها
والثورة بدأت عندما تأملتها
عندما طرزت الأرض بكلماتها
وأمرت أنا يخرج لؤلؤ ثغرها
ولمع الزمردُ بين كحل ِ عينيها
أتأملها
ومدمرتي تتجاهل وجودي
بوجودها سحقت كل النساء التي في عيوني
وأذاعت انتصارها
وفضحت عيوبي
أتأملها
وشعرها كان شاطئا لأحداقي
وسجادة أسافر فيها بين الكواكبي
وأدور العالم وأنا في مكاني
وأتعجب كيف امرأة جمعت كل النساء فيها
وجعلتني أصبح ورقة خريفاً بين قدميها
أتأملها .......... وأقول
أنا الماء يا سيدتي إن أردتي أشربيني
وإن أردتي أنثريني
وإن أردتي توضئي بي
وعبدُي ربي وربك
فأنا ماردك فطلبي ولا تفكري
أتأملها
وفي تأملي لها صلاة وعبادة
أبعدتني عن ثقافات الحضر
وأرجعتني لعصور البربرية
أنا لست هندياً بطبيعتي
ولكن عبادتي أصبحت هندية
أنت ديانة يجب أن تعرفها البشرية
فأنا عبدك إن رضيتي أو بقيتي تفكري مليا
أتأملها
ولم يخلق مثلك في أحلام مراهقتي
ولم أصادف مثلك أنسيا
النساء قبلُكِ أشباح نساءٍ
والكلمات والشعر والحب قبلك كان وهميا
أتأملها
وأعلم أني إن بقيت أتأملها
فسوف يكونُ
تأملي لها أبديا