أجِبْ يا ساحر الكلمات . .
ضمن الكون لا أحدٌ سوانا ..
يموتُ الكون ..
يفنى البحر ..
لا يفنى هوانا ..
ملأنا القلب بالأشواق حتى ..
أضاع الحبُّ قلبَه في حمانا ..
شهدتُّ الحبَّ في الدنيا وحيداً
أعيش بوحدتي حباً .. مُدانا ..
أعيش بوحدتي حباً خفياً
وراء الأفق قد أخفى لقانا
وأَخفَى وجه من أهوى بعيداً
وكان الصوت سِرّاً في لقانا ..
وأُصغِي للحبيبة في حديثي
كأنَّ كلامَها دُرَّاً .. جُماناً
وأُصغِي للحبيبةِ كُلَّ وقتي
فكلِّ كلامها .. سحراً سبانا
فإن صمَتَتْ فإن الصمت دهرٌ
وإن نطقَت ْ.. فعُمري قد تدانى
أحبُّ كلامَهَا .. وأهيمُ فِيها
وأعشقُ صوتها عِشقاً مُصانا
فإن سَكتَتْ هواتفُنا سَكتْنا
فطول الوقت صمتي ما استكانا
درستُ الصمت حتى عشتُ فيه
إلى أن رنّ جوالي .. زمانا
فعشتُ الحبَّ بعد الحبِّ دهراً
فسرّ الحبّ في الصوت احتوانا ..
وقلتُ للهفتي نحوي تعالي
أريكِ الحبَّ في قلبي مصانا
أريكِ عيونَ من أهوى ظلالاً
وإشراقاً يطلّ على حمانا ..
أريكِ عيونَ من أهوى غيوماً
تُظِلُّ الأرض وداً مع حناناً ..
فإن ألقى الحبيبة يا منايَ
فذاك اليوم يومٌ لا يُدانا ..
وإلا فالكلامُ لنا سبيلٌ
نعيشُ البعدَ حُكمَاً قد قضانا
.......................
أجب يا ساحر الكلمات ..
أجب يا ساحر الكلمات يا حُبي وروحي
بقربي منكِ تلتئم جروحي ..
واسمكِ نابض في جوف قلبي
وقلبي عاشق لكِ في جموحي
فألمس كفّكِ فيزول همّي
وأهتف باسمكِ تُشفى قروحي
وحين تنطقين بذكر إسمي
وثغرك في حروفي إذ تلوحي ..
أحلّق في الأعالي مثل طيرٍ
يحلّق للأعالي في جموحِ ..
وتنطلق الشفاه بذكر حُبي
أيا شفتاك غذّت ليَّ روحي ..
وخدّكِ وردةٌ حمراءُ حيناً ..
وحيناً لونُها زهراً .. تفوحي ..
وحيناً في بياضِ الثلج أنتِ ..
وحيناً جدولاً صافي .. تروحي ..
.... .... ....
أجب يا ساحر الكلمات ..
قد عشقتكِ عيني ..
ونظرتي عشقتكِ ثمَّ الوجنتين ..
وكفّي ، ثم أنفاسي جميعاً ..
وثغري ، ثمّ روحي واليدينِ ..
عشقتكِ في هدوءٍ أو شموخ ٍ..
عشقتُ الصمتَ ضمنَ الشفتين ..
عشقتُ العين والرمش جميعاً ..
عَشِقتُ الخدَّ ثمَّ الحاجِبَين ...
عَشِقْتُ كُفُوفَك الغضّة الطريّة ..
كأنعمِ ريِشَةٍ في الخافِقَين ..
عشقت حروفاً لمَّا تَكتُبيها ..
بأصبعةٍ كوردِ الياسمين ..
إبائي لم يطق صبري كثيراً
وصبري ضاق في السرِّ المبين
وسرِّي لم يكن إلا فؤادي
يصيحُ الحبُّ يا لَلصَّابِرين ..
إذا ما القلب أبصر في عيونِك ..
وباتت كفّكِ .. ضمنَ اليَدَين ..
وعيني مع عُيُونُكِ قَد تلاقت
أشاهدُ عينكِ ..وتشاهديني ..
ودقاتُ القلوبِ لها جمالٌ
جمالُ الحبِّ ضمن العالمين ..
ورائحةٌ الأنوثة قد روتني ..
كزهرِ الفُلِّ أو وردِ اللجين
شممتُ عبيرَهَا فرأيت وجهك ..
وشممت عبيركِ فإذا اللُّجَين ِ !
وأبحث في حنايا الورد عنكِ ..
وأبحث ضمنكِ عن وردتين
تزيّنُ قلبيَ الأولى بسحرٍ
ويزهو القلبُ ضِمنَ العاشقين
وثاني وردةٍ قد شوّكتني ..
لأصحو من رقادِ الحالمين
فأعرفُ أنني قد نمتُ دهراً ...
وأنِّي كُنتُ ضِمنَ الواهمين ..
وأنَّ عشقي عادَ اليومَ سِرَّاً
فهَلا تحفظيهِ .. وتكتميني ؟؟