إهداء إلى التي حيرتني .. فلم أعرف ماذا أكتب لها .......!!!!
ماذا أكتب .. ماذا أكتب ؟
كلّ الأسطر صارت تذهب ..
وكذا كلماتي وحروفي ..
صارت من قلمي تتهرّب ..!
ماذا أكتب والأشواق ..
تهرب من سجن العشّاق ..
تهرب نحو القمر البادي
تقطع أودية وبوادي ..
وتغني تصرخ وتنادي
تنشد وصلاً دون فراق ..
فيه كلّ غناء الشادي
من وصلٍ .. قبل .. وعناق ..
من همسٍ .. من مسحة شَعرٍ
من سهرٍ حتى الإشراق ..
مثل القمر الساهر دوماً
وظلاله فوق الرقراق ..
مثل النجمة في عليها
تتخفى مثل السرّاق ..
تغفو صبحاً .. تسهر ليلاً
وتشاهد كلّ العشاّق ..
تفرح إذ ما طالب قبلة ..
أو في ليلٍ طال عناق ..
وتراها تحزن أو تبكي
لما تسمع صوت فراق ..
ماذا أكتب وأنا حالي
لا يشبه حال العشّاق ؟
.......
ماذا أكتب ....؟؟
ماذا أكتب والدنيا لا تسمع إذ قلبي غنّى ..
لا تطرب لا ترقص فرحاً
لا تعرف عزفاً أو مغنى ..
ما بال الدنيا تهجرني
لما قلبي عزف اللحنا ..
وتقطّع أوتاري دوماً
لا تعرف للعزف المعنى ..
لا تدري أن بلابلها
وفراشات تلهو معنا ..
والقمر الفضيّ منيراً
لما في الظلماء تغنّى ..
لما الروض تفتّح زهراً
ينثر في الأرجاء اللونا ..
لما أهدى الوادي عطراً
فواحاً في كل الدنيا ..
لما الأشعار تراودني
مع جني الشعر إذا غنى ..
ذلك كله :
من وحيك ..!!
من طيفك .. من سحر المعنى ..
من نظرة عينك لعيوني
من صدرك بالحب تغنّى ..
من لمسة شفتيك شفاهي
ترويني من ظمأ الدنيا ..
كم كفّيك .. لما تحضن
كفي كي تشعره الأمنا ..
وبصدرك .. إذ ألقي رأسي
أحتضن الحبّ به حضنا ..
وكأن الصدر محيطاتٌ
وكأن الرأس هو السفنا ..
ترسو يوماً .. تبحر يوماً ..
والبحار عليها غنّى
لكنه لا يدري أبداً
هل يكتب شعراً موزوناً
أم أنّ عليه أن يكتب ..
وهو يناشد : ماذا أكتب ..؟؟
..
ماذا أكتب وفؤادي يبحث في الدنيا يتقلّب
عمّن يتلمّس أوراقي
عمن يقرأ ماذا أكتب
عمّن أحويه بكلماتي
وأضمّه في صدر متعب
أمنحه شعري كلماتي
وأغني فيه ما أكتب
من أجله يوماً أتعافى
وبحبه دوماً أتعذّب
أتنقّل بحثاً عن طيفه
وأسافر نحوه أتغرّب
يا شعري ...!!
يا شعري يا راحة قلبي
دعني مع أوراقي أكتب ..
دعني مع قمري أتغنّى
يوماً .. شهراً .. أنا لا أتعب ..!!
دعني أبصر عين حبيبي
أستوحي منها ما أكتب ..
فحبيبي قد منح فؤادي
حباً مثل البحر وأرحب ..
أعطاني قلماً .. أوراقاً ..
حبراً فوق الورق تشعّب ..
ومنحني شعراً مطلعه :
ماذا أكتب .. ماذا أكتب ..!!؟؟