news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الغارة النيويوركيه على المبادرة العربية... بقلم : باسل محمد يونس

 من خلال افشال المبادرة السورية ـ السعودية، الفريق الصهيو-امريكي يستعد للحرب في لبنان، يهيأ الاجواء والتحالفات اللازمة لدعم هذه الحرب، الولايات المتحدة الأميركية مسؤولة  عن اغتيالات عدة في العالم. تقارير كثيرة ذات مصداقية  (ديك تشيني كان مسؤولاً عن فرقة موت) حول هذا المحور


 إذ يقول الصحافي واين مادسن إنّ أميركا تملك فرق موت منذ عقود تستخدمها عند الحاجة، وتكون الحكومة والإدارة الأميركيتين على علم بها، أي إنّها ليست سرّية جداً.

ويعتمد مادسن في حديثه على جهده الاستقصائي الشخصي وكتابات الصحافي سيمور هيرش. فهيرش لديه خبرة في كشف فرق الموت الأميركية، وخصوصاً في حرب فيتنام عندما كشف عن برنامج لوكالة الاستخبارات المركزية اسمه «عملية الفينيق» الذي كان يغتال القيادات الفيتنامية.

 

 يقول مادسن إنّ هيرش يعمل على كتاب سيفضح وجود فرقة موت كانت تدار من مكتب نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني وتهتم بأفغانستان. يضيف مادسن معلوماته الخاصة فيقول إنّ هذه الفرقة تعمل منذ سنوات، وتحديداً في لبنان في عامي  2004و2005. ويوضح أنّه علم هذه المعلومات من مصادر في وكالة الاستخبارات المركزية، ويشير إلى إنّ هذه الفرقة كانت تستهدف في أفغانستان كلّ القيادات التي كانت مقرّبة من القاعدة وطالبان، وأنّ هذه الفرقة نسّقت من البيت الأبيض في 2004 و2005 اغتيالات. ويؤكد أنّ هذه الفرقة كانت وراء اغتيال إيلي حبيقة ورئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ويقول مادسن إنّ العمليتين نسّقتا مع مكتب "مجرم الحرب الشهير " آرييل شارون في تل أبيب.

 

التدخل الأمريكي  الفاضح بإفشال المسعى السوري السعودي لحل الأزمة اللبنانية بين فريق المقاومة اللبنانية  و فريق الشاي "ماركه مرجعيون" يعد دليلاً اضافياً بأن من قتل الحريري وضع ثقله  لنسف مسعى السين-سين، الذي من وجهة نظرهم يطيح ببديل حرب تموز 2006 "ما يسمى بالمحكمة الدولية ". و بذلك يقومون بتطويق إيران وسوريا من خلال توجيه الاتهام إلى عناصر في «حزب الله» بالوقوف وراء الجريمة.

هل يعقل أن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري لا يعرف من قتل والده؟

 

 طالما أنه يريد الحقيقة كما يدعي،  فقد كان عليه  كرئيس مجلس الوزراء واجب أخلاقي ودستوري بالمبادرة إلى إحالة الشهود المزورين للحقيقة، على أعلى هيئة قضائية في البلاد من أجل كشف مجموعة من الحقائق يُفترض ان تجعله يمسك بالخيط الذي لا بد من ان يقوده إلى القتلة الحقيقيين ومن يقف وراءهم، سواء في واشنطن  أو تل أبيب، ولأن معظم مفبركي هؤلاء الشهود معروفين في سوريا ولبنان، ومعظمهم يلوذ بالفريق الحريري، العربي، إلا إذا كان لا  يسمح له  ان يعرف من قتل والده، لأن القضية ليست قضيته بالاساس.  

هدف أمريكا الأساسي صدور قرار اتهامي عن ما يسمى بالمحكمة الدولية  لتجريم حزب الله و مقاومته، من بعدها يمكن طرح مبادرات من أجل التفاوض بحيث يصبح القرار أمر واقع و هذا ما يمكنهم من تحقيق مكاسب أكثر بغض النظر عن تداعيات و آثار هذا القرار على لبنان ،طالما أن زعماء الحرية و الاستقلال لا يهمهم سوى مصالحهم الضيقة كما يعتقدون و ارضاء رعاة البقر لدرجة أن سعد الحريري رفض العودة إلى بيروت او بشكل أدق لم يعطى الاذن بالعودة "كما لو أنه  "معتقل" أو "رهينة" عند الإدارة الأميركية وفي أيدي الأمير بندر بن سلطان الذي توجه إلى واشنطن ونيويورك على وجه السرعة؟

 فهل هذا ما ينتظره اللبنانيين من ردة فعل لرئيس وزرائهم في هكذا ظروف ؟ فما أن يحدث أي أمر في لبنان حتى يكون أول المغادرين.الرجل قد لا يزيد دوره عن 'ساعي بريد' فقط.

نجاح واشنطن في إجهاض التسوية السورية ـ السعودية التي فشلت في قطع الامتار الاخيرة من السباق مع الدور الاميركي المعطل، بهذه الطريقة المضحكة اضاعت أشهر من التنسيق و العمل  هباء، و اعادت الازمة الى المربع الاول، بعدما استخدم الاميركيون كل فنون الضغط لمنع السعودية من تغطية مشروع الحل.

التصرف  الأميركي له دلالات ذات أهمية كبيرة، إذ أقيمت في نيويورك خلال الايام الماضية ما يشبه «غرفة عمليات» دبلوماسية تولت توجيه الضربات المدروسة الى الجهد السوري - السعودي. وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون حسمت الامور ونسفت المبادرة السعودية السورية من جذورها، عندما قالت انه يجب صدور القرار الظني اولا عن المحكمة الدولية ثم بعد ذلك يتم التفكير بالتسويات، قرار المحكمة عندنا، نحن من أنشأها ودعمها، ونحن فقط من يقرر مصيرها.  

 

واننا نعتقد ان الوقت ليس ملائماً الآن للتخلي عنها. فالاستثمار فيها لم ينته بعد، بسبب وجود  العديد من الملفات الحيوية في المنطقة العالقة مع سوريا و ايران...  فهذه المبادرة كانت تريد الغاء القرار الظني او تأجيل صدوره الى اجل غير مسمى كحل للازمة اللبنانية، وتجنب أخطار ما بعد صدور القرار المذكور...المحكمة تشكلت في الاساس من اجل تجريم 'حزب الله' واستفزازه تمهيدا لاظهاره بمظهر عدم التعاون مع قرارات الشرعية الدولية وبما يبرر الحرب المتوقعة ضده في اي لحظة.

 

هل أصبح القضاء و المحاكم الدولية بتلك الدرجة من السخرية و الابتزاز؟

و الدليل القريب كان في السودان و كيف تم مقايضة المحكمه الدوليه مقابل تسليم الرئيس السوداني البشير  بتقسيم السودان فكيف يريدون منا أن نثق بمحكمه ترفض مجرد التفكير بفرضيه الكيان الصهيوني، كأن تلك المحكمه مختصه  فقط باتهام و ابتزاز سوريا و من ثم حزب الله المقاوم ؟ و هذا هو بالحقيقه هدف هذه المحكمه التي تعد وفق الواقع شكل آخر من الحرب الصهيو-امريكيه، كل ذلك بسبب "فشل حرب تموز و مقبره الميركافا،و نجاح المقاومه بفرض توازن الرعب و الخوف من نقل تلك العدوى الى معتقل غزه النازي و القضاء على ثقافة الخوف لدى الشعوب العربيه". فهل من المعقول بعد كل هذا أن يسمحوا للمسعى العربي في افشال الوجه الجديد لحربهم تحت غطاء و مسمى المحكمه الدوليه ؟  

المنطق و الواقع يقول أن المحكمة عبارة عن مؤامرة دولية تستهدف  قوى الممانعة. والدخول في لعبة التفاوض لإلغاء المحكمة او القرار الاتهامي سيدفع ما يسمى "المجتمع الدولي" إلى تكرار الكذب وتصديق كذبته، فيخترع كل بضعة أشهر محكمه "مع زهير صديق جديد و ميليس جديد"، ثم يأتي ليفاوض قوى الممانعة على تقديم بعض التنازلات مقابل إبعاد سيف المحكمة. فسوريا التي رفضت الدخول في مفاوضات مماثلة مقابل إخراجها من دائرة الشبهات في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل نحو سنتين،  لن و لا تجد نفسها أبداً مضطرة إلى الدخول في مغامرات كهذه.

اختم بتصريح لديبلوماسي اميركي في حديث لجريده اللواء 19/10/2010  "يقول إن المحكمة باتت تشكل جزءاً من هندسة السياسة الدولية لترويض قوة الممانعه الى جانب العقوبات الدولية والخاصة التي تتصاعد وطأتها وبالتالي فلن يُسمح بالتفريط بمسالة المحكمة من هذه الزاوية"• فلا أظن أن الأمر يستدعي حتى التفكير لفهم من قتل و أنشأ تلك المحكمه، الا اذا كانت ثقافتنا و فهمنا قائمه على مبدأ  عنزه و لو طارت ؟ فعندها أحيلكم الى الأخصائي في هذا المجال  الدكتور زياد الرحباني مكتشف نظريه الشعب العنيد.

 

 عينه على سبيل المثال و ليس الحصر  لفريق الشاي "ماركه مرجعيون":

 

حسب وثائق و يكيليكس فان، وزير الدفاع الياس المر كان يخبر المبعوثين الأميركيين بأنه وعَد قائد الجيش، ميشال سليمان، بتوفير التغطية السياسية له، لقاء عدم تدخّل الجيش في أي حرب تشنّها إسرائيل على حزب الله.

 صمتت معظم الأطراف السياسية الوازنة تجاه ما نُسب إلى المر، رغم فداحته. فالوثائق تنقل عنه قوله إنه سينتظر إسرائيل كي تتخلص من حزب الله، وإن على إسرائيل أن تكتفي بقصف البنى التحتية في المناطق الشيعية، وعدم الاقتراب منها في المناطق المسيحية، لأن من شأن ذلك أن يضع المسيحيين في موقف المعادي لإسرائيل .

 فحزب الله، المعني الأول بما نُقل عن المر، قرّر الصمت. حتى قناة المنار التابعة له، تلقّت في بعض الأحيان تعليمات بعدم إثارة وثائق ويكيليكس إلا من الباب الإخباري. أما الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، الذي باتت إسرائيل تضع حزبه على لائحة الأخطار المهدّدة لوجودها، فأعلن  تجاه ما كشفته وثائق الخارجية الأميركية. قال بالفم الملآن: نحن نعرف أخطر مما نُشر. وفي لبنان، لا أحد يحاسب أحداً.

 

باسل محمد يونس

أخصائي في القانون الدولي الانساني العام.

2011-01-22
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد