قالت ألفة الإدلبي .... دمشق يا بسمة الحزن ...
خلال مباريات كأس أمم آسيا قدم الفريق السوري أداءً مشرفاً على امتداد ثلاثة لقاءات كروية مع منتخبات آسيوية محترفة.... بين الربح والخسارة.... الظلم والإنصاف وأخطاء قلة الخبرة بالبطولات الكبيرة، كان الفريق السوري متواجداً ويحسب له الحساب وتعد له العدة أمام الفرق المنافسة ... وكان شبابه بالرغم من تواضع إمكانياتهم نداً صعباً هز أركان أقوى الفرق المحترفة والمهيأة عداً وعتاداً لمثل هذه النزالات الكروية.....
وكان النسور السوريون ينشدون حماة الديار في سماء الدوحة ويشرعون الأبواب للهوى السوري في محفل كروي عالمي بإمتياز .... ويحملون العلم على صدورهم ويصرخون باللهجة السورية في عز مغامرتهم ....على اليمين ...ومن هون..
ولأن سورية وطني ... ولأن ترابها يشرفني حيث أكون ... ولأن الوطن وطن الجميع والعلم الذي يخفق في حديقة تشرين على أعلى سارية يجب أن تخفق معه كل القلوب ويتسع في طياته كل السوريين .... ولأن الوطن مبادراة وعطاء وبناء ودعم لا ينتهي ولأني أغار على سورية غيرة الحب الأول ....
ألومكم أيها السوريون الذين رفعتم أعلام الأرجتين وألمانيا والبرازيل وإسبانيا ....و...و...وحتى اميركا خلال كأس العالم ولم ترفعوا علم سورية على شرفاتكم ومكاتبكم ولم تتابعوا مباريات فريقكم ولم تهتفوا بإسم سورية كما هتفتم لدول أخرى ....
ألومكم أيها السوريون الذين فلسفتم خسارة منتخبنا ولمتم بلا حساب أخطاءه و وقعاته وكأنه المنتخب المنافس وتجاهلتم عن قصد مواعيد المباريات فيما تغرقون بضحالة التفكير السلبي والتعليق اللامسؤول وأتسأل الآن عن من كنتم تعبرون؟؟؟
إمتلأت مدرجات الملاعب بالمشجعين القطريين (ولهم جزيل الإمتنان) وامتنع البعض مننا من مشاركة وطننا فرحته وحزنه وكأن موضوع الكرة السورية هو فشل لابد منه وكأن هؤلاء الشباب لا يعبرون إلا عن نواديهم ولا يلعبون للوطن ... واكتفى البعض الآخر برفض متابعة المباريات وكأننا لا نعرف لا أن نفرح ولا ان نشجع ....
أقيمت للدراما السورية أعظم حفلات التكريم ومشى نجومها على البساط الأحمر وعاد نجوم كرة القدم من البطولة كما لو أنهم عائدون من معسكر تدريبي بلا استقبال شعبي ولا تكريم..... وكأنهم لم يزينوا الشاشات ويسرقوا الأضواء ويراهنوا على المستحيل ويتحدوا تمزق إداراتهم وتوالي مدربيهم ليصنعوا إنجازاً رائعاً خلال وقت قصير مع مدرب قدير لم يمض معهم أكثر من شهر!
فماذا يفعل الشهر في عمر المنتخبات الكروية المحترفة ؟؟؟
وكيف استطاع البعض أن يلوح أنهم لم يكونوا رجالاً في أداءاهم ؟؟؟ ما الرجولة أكثر من أن يلعب لاعبين مصابين كل منهم يراهن على صحته لأجل المشاركة؟؟
ولماذا ترفع القبعة للأنشطة الفنية / التجارية المربحة؟؟
ولا ترفع لمن حاولوا كتابة التاريخ الكروي من جديد؟؟
ألم يكن لاعبو المنتخب سفراء علمنا إلى المجد وهم من حاولوا كتابة تاريخنا بعرقهم وجهودهم ...هل حكم على الرياضة السورية بأن تكون السلحفاة التي تخبأ أطرافها الأربعة ورأسها وتنطمر في التراب ....؟؟؟
هل سنبقى ندفع بالعاطفة والدموع ثمن الخسارة ونحن أصلاً بطريقة تفكيرنا جزءاً منها؟؟؟
كفى، فليصمت المتحاذقون ولنبارك الجهود وهذا أضعف الإيمان ...
إنني أرجو ان نعود لمكاننا الحقيقي ونتخلى عن التنظير (قليلاً) علنا نجد نتيجة فلنجرب والتجربة شجاعة ... ونتوجه لهؤلاء الشباب أولاً بالمحبة والتقديرلرفع روحهم المعنوية في مواجهة الإستحقاقات المقبلة... فلنبنيهم من الداخل ونحترم تجربتهم ومشاعرهم في إخفاقهم بإسعادنا ..... وأن نتقاسم المسؤوليات بعمل جماعي متوحد نحن كجمهور ومنابر إعلامية جزءاً فاعلاً منه ولا نرمي اللوم ولا العتب لا على جهات مسؤولة ولا على جهات وصائية ...
سورية للجميع .... برياضتها وفنها وعلمها وكل جوانبها .... وهي اليوم تستعيد مكانها الطبيعي حيث التطور يطالها مضطرداً من كل الجهات فلنكن إيجابين إن لم نكن فاعلين في وسط هذه الموجة التي لم يعد بالإمكان اليوم أن ننعزل عنها.