المرأة ..... صانعة الرجال ومربية الأجيال , نصف المجتمع لا بل هي المجتمع كله لأنها من جهة تشكل نصف المجتمع , وتلد نصفه من الجهة الأخرى ...
وهي أيضا نصف الدين لمن ظفر بها فقد قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان , فليتق الله في النصف الثاني " ,
فالرجل بحاجة لنصفه الآخر طبعا وعقلا وشرعا !!!
المرأة الصالحة هي الاستقرار للرجل .. هي الراحة النفسية وهي كل شيء له لو استطاعت الوصول إلى قلبه المرأة لو أدركت مكانها الطبيعي للرجل فهي كيانه كله وليست نصفه وهي له الأم والزوجة والصديقة والأخت .
تقوم المرأة بالدور الرئيسي في تنشئة الأجيال القادرة على العمل والإنتاج ودفع عملية التقدم والتنمية في المجتمع للأمام , وتقوم بكل المسؤوليات داخل وخارج المنزل في إعداد جيل مثقف واع متعلم يقود دفة التطوير باعتبار أن التربية والتعليم يبدأن من المنزل عن طريق الأم وهو المفهوم الذي بدأت تأخذ به البلاد الأوربية بعد أن عرفه المسلمون وطبقوه قبل قرون عديدة
واختلاف المرأة عن الرجل في الخصائص البدنية والعاطفية لا يعني بالضرورة اختلافها عنه في الحقوق والواجبات الإنسانية , فالجنسين في الإنسانية متساويين ونحن عندما نتحدث عن حقوق وواجبات المرأة فإننا نتحدث عن حقوق وواجبات نصف المجتمع , ويجب أن تكون الكفاءة وحدها هي معيار وصول الشخص إلى مراكز القرار .
أنصار الرأي الآخر يرون في المرأة أنها الشر بعينه وشر ما فيها أنه لابد منها , وأن عقول النساء في جمالهن , وجمال الرجال في عقولهن , وأن النساء عيٌّ وعورات فاستعينوا على العيّ بالسكوت واحبسوا العورات في البيوت , ويعتمدون قول أبقراط في أن " المرأة هي المرض ".
ولا أحد يستطيع إنكار أن أنصار هذا الرأي كثر وللأسف في مجتمعنا العربي والإسلامي وقد لمست ذلك شخصيا وللأسف حيث ينظر للمرأة بنظرة الجاهلية الأولى من كل النواحي , فمازال البعض يسود وجهه إذا بشر بالمولودة الأنثى ولو استطاع وأدها لفعل , كما أنه ينظر للمرأة العاملة إن كانت زوجته أو أخته أو حتى ابنته على أنها ثروة وكنز لا يجب التفريط به ويجب استغلاله لأبعد الحدود حتى بأبشع الوسائل , فكم من أب حرم ابنته العاملة من الزواج وتركها ضحية للعنوسة طمعا في راتبها الذي يسيل له اللعاب وانعكس ذلك على هذه المجتمعات التي وجد بها أكبر نسب العنوسة والطلاق.
ولابد لكل شاب عندما يفكر بالزواج من حسم أمره وخياره بين أن تكون شريكة حياته ونصفه الآخر عاملة أو يكتفي بكونها ربة منزل , وبالتأكيد فإنه من المنطقي والواجب والعدل أن يكون للفتاة نفس الحرية في القبول أو الرفض .
وجهة نظر أولى نطرحها تقول أن الزوجة مكانها البيت وأن عملها وراتبها هو زوجها وأولادها وهذه الفئة ترى أن عمل الزوجة سيكون من جهة على حساب بيتها وزوجها وأولادها ومن جهة أخرى فإن عملها سيعرضها لمضايقات واحتكاكات مع المجتمع الذكوري هي في غنى عنها وذلك من منظور شرقي ديني بحت ولا ننسى أيضا أن هناك فئة من الفتيات العاملات قد تشترط على المتقدم لها للزواج أن تتخلى هي طوعا عن عملها وتتفرغ لبيتها وأولادها على عكس ومشيئة الزوج.
أما وجهة النظر الأخرى لكثير من الشباب عندما تسألهم عن مواصفات زوجة المستقبل فقد يفضلونها موظفة لا بل يكون شرطهم الرئيسي ذلك قبل الكثير من الأمور التي قد يبحث عنها شباب آخرون في المرأة كالجمال أو حتى الأخلاق وتنسى هذه الفئة من الشباب أن راتب الزوجة من حقها وحدها إلا إن رغبت هي بخلاف ذلك طوعا ومحبة .
وأخيرا حاولت استطلاع وتلخيص الموضوع من الناحية الدينية الإسلامية فوجدت أن المتفق عليه بين الفقهاء أن وظيفة المرأة الأساسية هي الأمومة وتدبير المنزل وتنشئة جيل وأسرة صالحة , والإسلام يبيح للمرأة أن تعمل في حدود مراعاة آدابه وتعاليمه ولكن هذا الحق يرد عليه قيد إذا تزوجت المرأة وهو حق الزوج في منعها إن أراد هو ذلك , ولما كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا فلا ننسى أن أولى زوجاته السيدة خديجة عملت بالتجارة .
والخلاصة أن الإسلام لم يمنع عمل المرأة وإنما حدده بشروط وأطر الغاية منها حفظ كرامة المرأة وصيانة الأسرة بشرط أن يعرف كل من الزوجين ماله وما عليه وفيما عدا ذلك لا ينسب للإسلام في شيء وللأسف فقد أساءت الكثير من الآراء والفتاوى الخاطئة للإسلام في هذا المجال بقصد أو من دون قصد .
أعرف وأدرك مسبقا أني اخترت موضوعا معقدا شائكا فيه الكثير من وجهات النظر والآراء , ولكن لأهمية الموضوع فقد قررت خوض المغامرة وطرحه لكم فإن وفقت وأصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي , أتمنى لكم السعادة والهناء ودمتم سالمين .