عندما يخذلني الواقع ، أو يكون حالي أكثر تعقيداً من صورة تستطيع أن تأسرها عدستي ، أو عندما يجمح خيالي للوصول إلى واقع افتراضي أحلم به أسرع من كل نبضة ساعة
ألوذ إلى قلم رصاص أو ما بقي منه أو إلى قطعة فحم أو ما ذرته ريح من هبابها قرب نار خامدة،
أو ربما أقطف ورقة شجر خضراء متدلية من حديقة بيت جيراننا إلى مدخل بيتنا ، أو ربما أبحث عن ما بقي من قشرة برتقالة تحت المنقل من سهرة شتوية، ثم أرسم على أي شيء .. كل شيء.
ربما أرسم في ثورة غضبي فمي يبتلع شمساً أضخم من كل الشموس. ربما أرسم في قمة جموحي جسدي بسبع قوائم ورأس تنين وألف جناح. ربما أرسم في أوج أملي يدي تمتد إلى أعلى سماء تقطف كواكبها. ربما أرسم الزهور تنمو من بين شفتي ، والألحان تمشي بيننا ، والشوارع صفائح من مرايا ، والأرصفة قوالب من ياقوت ، والمطر عطر يهطل من أوراق الشجر.
الآن .. بيدي قلم جاف أرسم به على قطعة من زجاج حادة الحواف... نفسي أجلس على شرفةٍ لبيتٍ لي في مكان يطل على البحر .. هناك في اللاذقية.