(1)
أنا واحدٌ من ملوك النهاية ِ
حلمتُ بالحرية يوماً ..
وانتهى المطاف بي خلف القضبان
حلمتُ بالوطن يوماً ..
وانتهى الحلم بسلاسل تلتف حول عنقي
وغمامةً تحجب رؤية العينان
حلمتُ بالوجود يوماً ..
وهكذا كانت نهايتي .. غريقاً ببحر الحرمان
تائه أنا أبحثُ عن نفسي في هذا الزمان
فلم أجد لي في هذا التاريخ من مكان
(2)
أنا ما عدتُ أؤمن بشيء ٍ .. فكلُ الأشياء ِ خادعةٌ
أنا ما عدتُ أأمل بشيء ٍ .. فكلُ الآمال ِ ضائعة ٌ
لا حباً سينجيني يوماً من الغرقْ
ولا صحبةً ستساعدني على التخلص من الأرقْ
ولا دموعاً ستتحول لقصائد مكتوبة على الورقْ
ولا ابتسامةً ستعيد لي الماضي الذي انسرق ْ
فكل ُ ما في داخلي بجمر العذابِ قد احترقْ
(3)
أنا لم أتخذ من الأحلام موطناً
فــ الوطن ما عاد يكنى باسمي
أنا لم أتخذ من الكلماتِ قارباً للنجاةِ
لأني قد فشلت في تقمص أدوار الشعراءِ
فأتصفت كل قصائدي بالكذب والخربشاتِ والهراءِ
أنا لم أتخذ من ثغرها سريراً دافئاً في ليالي الشتاءِ
لأني مستعرب لا إعرابي
فكيف لي أن أتولى عرش قلبها ..
وأنا غريبٌ عن بلادها
(4)
أنا واحدٌ من ملوكِ النهايةِ
لا بداية لي
سوى أن الجحيمَ قد بعث في نفسي الحاضر المرير
لينتهي بي ....