حينما يمطر الموت فوق النهايات
حينها تلملم الحياة أشلائها وترحل
حينما تتمدد الاماني على فراش اليأس
حينها سينتفض الامل إنتفاضة مقموعة سلفا
وقت ذا ستحتل الثرثرة أزقة المنطق وسترفع رايات الخيبة فوق مدرّعات المستحيل
أذنة الدخول الى ساحات يهرول سكانها فزعا ليختبئوا بين افياء الخوف والفراغ
لا سلطة في الروح ولا حراك سياسي يستطيع مفاوضة الموت لإعادة استقلال الحياة في دولة الجسد
فراغ في فراغ
لم تعد أفران الشراين تضخ خبزا لتوزعه على سكان الجسد
توقف العمل نهائيا في لحظة ترقب قاسية كل شيء بلا حراك لم يبقى سوى تنفس رتيب يلاحق عقارب الثواني
الكل في انتظار العيون تترقب الأذان تتلمس نفحات الهواء المتحول والاصابع تعانق الاصابع
متى يأتي الحاكم العسكري ليأمر بسم الاحتلال انهاء سلطة الحياة بأسم الموت
متى يتلو البيان الاول والاخير
متى سترحل الروح تلك الملكة الحاكمة من أزقة الجسد الى فضاء الحرية
وماهي الطريقة التي سيخرج بها الجسد الى منفى المقابر
متى تعزف موسيقى الوداع لجثمان خشبي تحمله اكف طينية تحت رعاية السماء والموت
انها لحظة تحوّل فهنا ستفقد الايام شرعيتها وستتجمد ارصدة الذكريات في بنوك الماضي
الكل سيرحل الى المنفى ذو الحدود الضيقة
وسيبقى النسيان القائد الاعلى في مملكة الموت
الان وريثما تنجز الحقيقة كتابة شهادة الوفاة لرجل عنيد مثلي صارع الموت مرارا لكنه انكسر
في لحظة ضعف عارمة
اسجل على وريقات التاريخ انني هزمت منذ الولادة لكنني قاتلت بضراوة رغم كل المؤامرات التي احيكت
اسجل لمن يقرأون فقط
انني باق هنا رافعا بيدي اشارات النصر رغم الهزيمة والغياب
اسجل انني لم أكن حاكما حكيما بإمتياز لكنني ثوريّا بإمتياز
قد اكون اسيرا بين اكف تراب رطب لكن كلماتي باقية على الرغم من ذلك
واسجل انني سأستمر ....