صغيرتي
يا ذات العنين الواسعتين
يا ذات الجبين القمري
اشفقي على عمري لم اعد اطيق الاغتراب
ربما كنت السماء
ربما كنت المطر
ربما كنت الرياح والسهول والشجر
ربما كنت انا فكيف افقد ذاتي في غربة مكتوبة بحبر السفر
يا طفلتي
كم اشتاق لعبث يداكي فوق هضاب صدري
ساحات العيد لا تزال عارية دون لمسات اصابعك
مراجيحك يحركها الهواء
وانا يحركني الضجر
لا تزال الشمس تطل من نافذة السماء
ولا ازال احتضر
هلا وقفتي عند باب المغيب كي تمنعي الشمس من اطفاء نفسها على شفاه البحر
اه يا صغيرتي
اه يا حبيبتي كم احبك بكل تفاصيلك الواضحة او الدقيقة
لكنني الان اصبحت على مشارف النهاية
لن يجدي وقوفك على ابواب المغيب ....قدمات لهيب الشمس بعد ان احرقتني
ماذا تفعلين بجسد متفحّم وبعض من أشلاء عروق
ماذا تفعلين بروح منكسرة متناثرة كالزجاج على طرقات الحياة
ماذا تفعيلن بساحة عيد خاوية من البهجة
كنت انتظرك فاتحا ذراعي للهواء
لكن الهواء كان اسرع باختراق عظامي ولم تأتي لم تأتي ولن تأتي
عندما اغمض عيناي ابحث عنك في العتمة امد يداي كي اتلمس دفئك
لكن عندما افتح عيناي يغتالك النور
فتقعين على ارض الواقع مضرجة بدمائك دون ان افعل شيئا
وماذا يستطيع الاسير ان يفعل سوى ان يسمع صرخاته لجدران زنزانته
ايتها الشهيدة
كم تمنيت ان القي عليك بعضا من دموعي لتغتسلين بها قبل ان يغادر نعشك احلامي
وهكذا ترحلين صغيرة على امتداد ايامي
وهكذا ارحل هرما في غربتي
هكذا دون الم تستطيع ان تصرخ ايه المجنون
تستطيع ان تصرخ ايه الحب مثل اي طفل لم يولد بعد
اه يا اميرتي
اه من مدينتي واضواءها وازقتها وشبابيكها المفتوحة للريح
فلتتلمسي بيديك جدرانها مثل اي سائحة يبهرها التاريخ
قفي على اطلالها والتقطي لك بعضا من الصور لتتربع الذكرى بعيدا عن افواه النسيان
تأملي يا سيدتي ساحة المدينة ثم انصتي قليلا لتسمعي مع صوت الريح ضحكات الاطفال
وقبل ان تغادري تذكري ان تنفضي الغبار عن شرياني لتكتبي فوقه
كنت هنا ....