ترحل الأيام - فنتساءل ما الفرق بين هذا وذاك..؟
هو الرحيل صعبٌ.والأصعب أن يكون الآتي صورة عن السابق بلا نكهة أو فكاهة بلا قيمة أو معنى.هي اللحظة تعبرنا بجبروتها بين قوة مطرقتها وقساوة سندانها - نحاول أن نفترش الفرح,فنسند رأسنا على مخدة الأمل مترقبين انبلاج ضوء الصباح, كما عصافير الدوري وهي تنتظره بفارغ الصبر .
صباح ٌ كانونيٌ يجلد صقيعه الجسد , ويدخل في أتونه مساميره رغم سطوع الشمس فلا تدخل للأعماق الدفء.ولا شيء يعبأ اليد,ولا من لمسة حنو ٍعلى الخد.حتما ًلا بد.أن ننتظر الغد,حيث لا نلتقي به وإن وجد.فقد لا نجد ما نودّ.فنبقى نعد.وننتظرالوعد.على أمل أن يأتي فنعاود.
ويمضي الوقت صريعا ًوالكيان منهد.فيأتي الصوت المرتد من حيث اللحظة تجلد بسوطها الجلد.وكفانا عد.
أيام كانونية بلا ريح أو مطر.وعليها يفرش القمر ضوءه والأفكار ترتد.
هكذا الأيام تعبرنا دون جدوى وهي تفتقر للعطاء ونحن نفتقر للأخذ منتظرين انبثاق فجر الآتي وتحقيق الحلم تجندلت الأحلام.والتوق يعلو لأفق مفتوح يعيد للأشياء رونقها وللبسمة بهجتها وللحب اشتعاله وللصوت قوته وعنفوانه.العواطف ما عادت تشتعل بذاك البركان أين يا ترى غابت الأحاسيس المتدفقة ..؟والأيام ستكتبنا على دفاتر الأحلام.
اللحظات تتقافز بسرعة والنار اشتعلت في هشيم الوقت . الكل ّ ٌ يركض ويتراكض ... الكلّ يصبح أكواما ً من الاندفاع ولحظة ...فرادى ..
الوقت ضارب بسوطه المهين فوق الأجساد – المتلبدة حيث الشتاء – جاء .
وارثوا الزمن يتلقفون الهمهمات والهمسات .. ويردفونها بالآهات المليئات بأجيج حريق اللحظة الناريـّة.
وحده كان متصالحا ً مع ذاته والآخرين محاولا ً أن يحبك الأزمنة بفرح الطفولة الهاجع.ويكفيه ما لديه ليروي عطش الحبـق وقد أرّقه صقيع الشتاء بعد ظمأ رهيب.
ضاقت العبارة – ضاقت اللحظة – تجند لت الأسئلة .
برهة ترمم ما تناثر من زحام الركام .
لا وقت إلا ّ للأمل القادم على أجنحة الملائكة السّرّيّة . بلا علم بما رسمه الحلم.
لماذا تغدر بنا الأيام وتسطو على ممالك الفرح في عوالمنا..؟!
لماذا يغادرنا الفرح دون أن يشعر بأنه يخاصم أجمل ما فينا ..؟
وَ لـَوْ أيها الوعد المستبق أسى الشوق.
ارتداد الحلم إلى مواقعه، ذكرى دامغة في العقل وقد فـَـرَّ في دياجي الإنبهار
مساء ٌحنونٌُ بلا برد قارص كما الأمس رحمة رب العالمين.العاشرة ليلا ً.