منذ فترة وجيزة باتت أعمالنا السورية تنحاز لطابع مختلف عما كانت تقدمه في الماضي إنه طابع الجنس والعنف والدماء والآكشن وهذا الطابع مختلف حتى علينا كمتابعين لم نعتاد على هذا الكم من الجرأة .
كانت هذه الجرأة في بدايتها موظفة بشكل صحيح و سليم إذ أننا نشاهد 10 أعمال لنرى بينها عمل جريء .
ولكن في الآونة الأخيرة تفوق الجنس على العفاف في أعمالنا فنرى الدراما تركز على الجنس , ففي كل عمل نرى قصة شاب يخدع فتاة ليمارس الجنس معها من ثم يرميها أو شاب وفتاة يحبون بعضهم فيمارسون الجنس معاً دون أي مشكلة أو بمشكلة ولكن هذا لا يعكر صفوهم أبداً .
وأنا لست ضد إقحام الجنس في الدراما لأن هذا الأمر متفشي في مجتمعنا لأن العادات و التقاليد البالية ترهق شبابنا و فتياتنا فيعبرون عن تمردهم بهذه العلاقات ويجب التنبيه إليها ولكن الجنس ليس كل شيء في واقعنا .
لذلك يجب على الوسط الفني مراعاة هذه الناحية فالجماهير لا ترغب بعمل جريء 100% فهي لا تمانع لو كان العمل فيه القليل من العفاف ولو بنسبة 20% .
وفي بعض الأعمال الأخرى يهيمن طابع الآكشن إذ أننا مجبرون على رؤية الدماء في غالب أعمالنا فنرى مثلاً في بعض الأعمال بطل المسلسل يسحب مسدسه وبكل برودة أعصاب يطلق النار على أحدهم ليحوله إلى جثة هامدة .
والآكشن هو الطبق الرئيسي في أي عمل فتكاد لا تخلو أعمالنا منه وهناك من الوسط الفني الكثيرون من اختصوا في هذا النوع من الأعمال كالمخرج (ي.ر) الذي لا يترك ممثل من شره (كله بيضرب و بينضرب) .
ظناً منه بأنه سيثير اهتمام المشاهد بهذه الطريقة , وأيضاً أعمال متفرقة لكتاب وممثلين ومخرجين آخرين .
وعندما يوجه الجمهور السؤال عن سبب ازدحام الآكشن و الجنس في أعمالهم يكتفوا بالقول هذا واقعنا .
وأنا أرد عليهم نعم يوجد بواقعنا جنس يوجد بواقعنا قتل و ذبح و دماء ولكن يوجد أيضاً طرف بريء ويستحق أن يكون له نصيب في أعمالكم وفي النهاية يبقى المجتمع السوري مجتمع مسالم فلا تشوهوا صورته أمام المتابعين من البلدان الأخرى .