كما كان من المتوقع تفوقت هذا العام درامتنا السورية والتي سيطرت على متتبعي الدراما لعدة أعوام متتالية
ولكن التفوق لهذا الموسم الدرامي كان من بوابة الأعمال الكوميدية والتي تميزت كما ونوعا فكان أهم هذه الأعمال مسلسل الخربة , ذلك العمل الذي جاء كتتمة لمشروع البيئة الريفية هذا المشروع الذي بدأ بكتابته المبدع ممدوح حمادة وتابع رسمه على أرض الواقع المخرج المميز الليث حجو في مسلسل ضيعة ضايعة والذي عرض لأول مرة قبل أربعة أعوام على شاشة أبو ظبي بشكل حصري قبل شهر من رمضان 2008
وتدور فكرة الخربة حول صراع أزلي بين كل من عائلة بو مالحة بزعامة رشيد عساف بشخصية بو نايف وعائلة بو قعقور بزعامة دريد لحام بشخصية بو نمر ويكمن الصراع الأساسي بين هذين العجوزين ففي عائلة بو قعقور كان تواجد الكبير دريد لحام كافيا لصنع البهجة لدينا وليكون صانع ألعاب عائلة بو قعقور ومحرك المشاكل الأول مع عائلة بو مالحة
وقد خلع النجم باسم ياخور ثياب جودة أم الطنافس وروحة التسلطية مرتديا ثياب توفيق الخربة متحولا لحجر شطرنج تحركه زوجته نفجة وهي الفنانة ضحى الدبس التي تمثل شخصية الزوجة المتسلطة والتي تفرض ما تشاء على زوجها وتتمتع بروح العداء لعائلة بو مالحة
كذلك نجح الفنان محمد حداقي بإقناع المتابعين من خلال شخصية فياض راعي البقر بعد شخصية المهرب أبو شملة في ضيعة ضايعة
أما الورقة الرابحة في هذا العمل فكانت شخصية سمعان والتي جسدها الفنان أحمد الأحمد فعلى الرغم من مشاهده القليلة فقد تمكن هذا الفنان من نيل العلامة الكاملة كوميديا والشخصية هي عبارة عن رجل يقوم بجمع القمامة ليبيع ما تمكن بيعه لعبودي صاحب دكان الضيعة وسمعان إنسان بخيل للغاية وكذلك يبقى أحد أحجار الشطرنج الذي يحركه بو نمر كما يرغب
ومن عائلة بو قعقور ننتقل لعائلة بو مالحة حيث أبدع الفنان رشيد عساف بشخصية بو نايف هذا الفنان الذي كانت مشاركاته غالبا ما تقتصر على المشاركات التاريخية ليشارك أول مرة في دور كوميدي وليثبت للجميع أنه فنان شامل قادر على أداء الأدوار المختلفة
ومحور الشخصية يدور حول رجل مسن يكذب ليظهر أعماله البطولية وهو يمثل عائلة بو مالحة المعادية لبو نمر وعائلته
أما جوهر بو مالحة وهو الفنان محمد خير الجراح فما زال منذ عشرين عام يشارك في التدشينات الرسمية تاركا أرضه دون زراعة
ليبصم هؤلاء جميعا بصمة كوميدية ريفية بسيطة مجددا وليأكد الليث حجو على نجاح مشروعه وليحقق لنفسه كمخرج جماهيرية كبيرة
وليواكب الخربة الواقع السوري المعاش لحظة بلحظة وليرسم ويوضح للمشاهد المشاكل التي نعيشها طالبا منه إيجاد الحلول لها
ويبقى السؤال هو هل سنشهد جزء جديد من الخربة كما هو الحال في ضيعة ضايعة أم سوف ينتقل طاقم العمل إلى ضيعة أخرى أم أن الخربة هو خاتمة الكوميديا الريفية ؟