يعتمد أغلب المدراء على من يُسمّوَا بـ ( الفسافيس ) ، ومفردها فسفوس ، والفعل منها فسفس .
الفسفوس ، شخص ـ مذكراً كان أم مؤنث ـ بدون ضمير أو وجدان ، همُّه التزلف والتصنع والتلون ، ونقل الكلام وصياغته ، بأسلوب يؤذي من يتكلم عنه، ونقل ما يرى وما لا يرى ، وما يسمع كل ما يجري في المؤسسة الحكومية مهما كان حجمها ، يلتقط الكلمات من هنا وهناك ليحيك منها موضوعاً إلى مدير المؤسسة
لا تنحصر مهمته ضمن المؤسسة الحكومية فقط ، بل تتعداها لتصل خارج المؤسسة بتجميل وتلميع وتهذيب ، صورة القائم على أعمال هذه المؤسسة .
قد يكون هذا العمل مجاناً ، والبعض قد يتبرع ليؤدي هذا العمل ، وقد يكون لغاية الحصول على موقع وظيفي ، بهذه السلوكية سوف يبرز فوق هامة الرؤوس التي تعتقد أنها كبيرة، وليحصن موقعه ومستقبله ، أو من أجل إلحاق ضرر بصاحب موقع ، يستحيل أن يصل إلى مركزه الوظيفي .
تكون طبيعة الفسفوس وتركيبته النفسية ومنبته العائلي والاجتماعي أهّلًته لممارسة هذا العمل .
تختلف فئة ـ الفسفوس ـ وظيفياً ـ أي توصيفه الوظيفي ـ قد يكون مستخدماً ، أو رئيساً لقسم ما ، أو أي عامل آخر ـ يجنِّد ـ حواسه الخمسة ، وقد تنمو عنده حاسة سادسة ـ بالمران خدمةً لمديره .
هو شــــرٌ ، وشر ما فيه ، أنه شــــر لابد منـــــه ، هو من أدوات المدير وعيونه ، و المدير بشكل عام يعرف أن ماينقل له ـ قد يكون كذباً ـ ولكنه لا يستطيع أن تستغني عن خدماته .
الفسفوس مهما قدّم لمديره فإنه يبقى صغيراً بنظره ، مهما عَظُمَ حجم المعلومات التي وهبه إياها ، من وشى لك وشى عليك .
حين يوضع في خانة إليك يكون جوابه : برقبتي بولادي . مالي علاقة ، مو أنا ، أنت رفيقي مو معقولي ضرّك . يبلع الإنجيل والقرآن وهو يحلف .
أحدهم والذي تربطني به علاقة قديمة منذ بداية دراستنا في المعهد الصحي بحمص قال لنا في أحد اللقاءات : أنا صرلي زمان ما فسفست للمدير
إن جميع الأوصاف الوظيفية الواردة هنا ، ليس لها علاقة بالواقع ، حتى اسم كاتب الموضوع ، فهو ـ لموظف أحمق ـ اعتاد أن يلقي بإضاءته ليساهم بالتحسين نحو الأفضل ، فكان له جودي ( بالمرصادي ) . شو بدوا يحكي الواح ليحكي