news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
بطل لهذا الزمان ...بقلم : ياسر دعبول

لاأعلم كيف علموا بتوفر مادة الغاز في أحد المراكز،وكيف انتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم .
كنت واحداً من أصحاب الهمّ المشترك ، الذين تسارعوا ليصطفوا أمام المركز ، مستغرباً كيف اصطفوا بانتظام .


منظر الرتل هذا جميل ، فالاصطفاف والانضباط لا يُفقِدُكَ كرامتك ، كما أفقدتك إياها أزمة المازوت السابقة .
ما إن خرج البائع من باب منزله ، حتى فقد الرتل هيبته وكرامته وتبعثر الحضور ، فبدأ الازدحام ، وبدا المكان أشبه بساحة حرب .
ازداد الصراخ وعلت الأصوات بأنواعها ، الرجالي والنسائي والولادي ، فلم تعد الكلمات واضحة ومفهومة .


الجملة الوحيدة التي تمكنت من قنصها كانت :
سعر الاسطوانة سبعمائة ليرة ………
اقترب أحدهم ونَقَدَ البائع خمسة آلاف ليرة ثمناً لخمس اسطوانات .
توقف البائع عن البيع ونادى :
أصبح سعر الاسطوانة ألف ليرة .
بدأ الجدال بين البائع وأحد المشترين
حلف الشاري ألا يدفع أكثر من خمسمائة ليرة ثمناً لها ، فيما حلف البائع طلاقاً بالثلاثة ألاّ يبيعها بأقل من ألف ليرة .


أقسم الشاري أن يشتكي للتموين ……
أجاب البائع : روح بلّط البحر …….
بسرعة البرق انطلق مسرعا ليوصل شكواه إلى الجهات المختصة ، ما إن اشتم مراقب التموين رائحة الغاز ، حتى عاد مسرعا معه إلى مركز التوزيع .
في الطريق المختصر ، تذكّر مراقب التموين تأنيب زوجه المستمر لفقدان الغاز من منزله .
استذكر كيف أعاده فقدان الغاز ـ كغيره ـ عشرات السنين إلى أيام مواقد الحطب .
عاد بمخيلته إلى موقد الحطب في حديقة منزله .


تذكّر كيف تعذب حتى استطاع تأمين الحطب ، بعد أن ضيّق مخفر الحراج الخناق ، وعاد إلى تنظيم الضبوط بحق جامعي الحطب .
تخيل كيف سيعود إلى منزله رافعاً شارة النصر بيده .
تذكّر كيف سيستعيدُ مكانته أمام أهل ضيعته ، بعد أن لاموه ، حين فضحه الإبريق المسخن على موقد الحطب .
تذكّر مكافئة زوجه، بعد أن حرمته متعة الليالي الحميمية .
اصطفت السيارة بعد أن ابتعد الحشد المتجمهر .
جاء الحق وزهق الباطل …..
شدّ البائع بقوة مصارع من يده ….. وانفرد به .


أعلمه أن ضبطاً قد يُنظّم بحقه ، بعد أن تقدم أحد المواطنين بشكوى شفهية ، وأنه كان قد تعهد للمواطن ، بـفقعه ضبط من تحت كعب الدست ، يُنسي بائع الغاز اسمه ، وأنه سيلزمه بالبيع عالتسعيرة .
من الباب الجانبي لمركز التوزيع ، حمل مع أبنائه ثلاث اسطوانات غاز ممتلئة ، وأودعهم في صندوق السيارة .
عاد بائع الغاز، فيما واصل نباحه ……
ياشباب صار سعر الاسطوانة بـ 1500 ليرة .

 

على الهامش
الحمدلله لم يتم تصوير المشهد ، فقد كان مادة دسمة للقنوات المغرضة ، بإضافة بعض المؤثرات الصوتية .

السقيلبية 1-7-2012

 

2012-07-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد