إذا خسرت من تحب ، فلا تحاول تغيير نفسك.. فإن كان قد أحبك،فقد أحبك كما أنت..
وإن لم يحبك منذ البداية.. فلن يحبك مهما فعلت...
وإذا كشف خيانته وأحرق أوراقه.. فأدر ظهرك وامض في الطريق المعاكس..
فربما وجدت في ذاك الطريق حباً لم تلحظه وهو إلى جانبك منذ زمن..
وربما كان هذا الحب الدواء الذي سيشفي جروحك من الحب القديم..
و إذا رآك من خانك تبكي يوم الفراق، وعلا غروره عنان السماء..
فأخبره أن كل شخص ٍ يبكي عند موت من يحب..
وإن رأيته مجدداّ بعد الفراق.. أخبره أن الحياة جميلةٌ جداً من دونه..
وأن ألوان الصيف عادت إلى فصولك.. أخبره أنك اكتشفت بعد رحيله أنك ما عشت يوماً معه..
أخبره أن زمان الأنين انتهى ومات الألم العصيب..
ابتسم وأخبره أنك وجدت الحب في عيون غيره وتعلمت النوم في جفون غيره..
أخبره عن سعادتك.. ولو كان هذا خلاف حقيقتك..
ولو مازلت تنزف من جراح خيانته.. وتبكي مرارة فراقه..
ولو مازلت تحبه أكثر مما مضى.. ولم تمحي الأيام والخيانة من حبه بداخلك شيء..
بل زاد الفراق عشقك له رغم كراهيتك لنفسك التي تعذبك بحبها له..
وإن كانت نفسك هي نفسها تستمر في جرحك.. فما لك عتبٌ عليه...
وإياك.. إياك أن يراك تبكي بعد سنوات الفراق.. فهذا ظلمٌ لنفسك ولجراحك التي ما جفت بعد...
وإن رأى الضعف في عينيك ولو للحظة، أضعت ليال ٍ بكيتها و سنوات أمضيتها بالألم..
وإيك أن تعتقد أنّ ما في داخلك تجاهه حب أو عشق....
لا بل هو مجرد ضعف ٍ وحنين ٍ لماض ٍ أسود ٍ قد مضى..
أو تعتقد أن بعد كل ما آسيته منه مازلت تحبه؟؟!!!
للللـلا .... حتى لو تيقنت من ذلك ... للا.....
ولو أضت أصابعك كاملةً... للا....وإن أكدت نفسك وأقسمت... للللا.... فالنفس عن نفسها تضيع أحياناً...
وإياك أن يمسك جنونك الأعمى يدك ويذهب بك إلى الهاوية وتعود إلى التفكير فيه...
أو تظن أنه يحبك من جديد...
فهو لم يحبك منذ البداية.. عندما لبسته كظل ٍ ورداء... أو سيحبك بعد كل هذا الفراق؟؟!!
ويجب أن تكون قد أدركت يا صاحبي أن من أحببته في الماضي لا يعرف كيف يحب، ولا يدري من الحب شيئاً..
ولا تنسى حين تراه ويجرك حنينك إليه إلى السقوط.. لا تنسى أنه من أبكاك وجرحك وظلمك..
أخبره بعكس كل ما تشعر... في ذلك وفاءٌ لذاتك وشعورك.. وكبريائك..
قل له هو الأمس.. وقد مشيت من فوقه وانتهيت من أمسك، ومحالٌ أن يكون له وجودٌ في حاضرك وأيامك..
قل له أنّ صلاحيته من حياتك قد انتهت.. واحترقت كل أوراقه ..
قل له ما عدتَ تراه في وجوه من حولك.. ما عدتَ تسمع صوته في دقات الثواني...
قل له أيامٌ من عمرك مضت عشتها معه، ما عدت تذكر أنك عشتها... وما عدتَ تذكر تفاصيل وجهه ولا وعاداته التي يهواها..
أ َو أقول لك ؟! لا تخبره شيئاً.. ولا تقل شيئاً... اتركه لصمتك يقتله... ويفهمه ما عجزت حروفك عن تعبيره..
فلطالما قتل الصـمت ما عجزت عنه السكاكيـــن.