"أحبّك" أقولها ألف ألف مرّةٍ ولا أخشى... ولا أخاف حرباً ولا موتاً ولا إعصار.

أحبك على الصخر أنقشها وفي صفحة السماء أكتبها... وعلى كافة الأقمار

"أحبك" على النجمات أعلّقها, وللعصافير شعراً  أحفّظها... مختلفاً عن كل الأشعار

أحبك بجنوني.. بعنفواني.. بكلّي,وأبحر في إصراري بعكس التيار

أحبك ولا يهمني إن أرضيتُ الجميع بهذا أم لم أفعل.. ومعروفٌ عني العنصرية والتمرد والإصرار..

حبيبي أنا لم يعش من يهزمني أفجئت َ الآن تجبرني على الإنكسار...

وسترحلُ الآن بسهولة ؟!... أ سترحل وتتركني أسيرة  ً من بعدك ؟!! للألم والدمع والإنهيار..

أ سترحل دون أن تقول أي شيء؟! ... أ تكتفي بكلمةَ الوداع ؟! ...وباقة من الأزهار...

وتتوقّع مني أن أقبل بهذا, وأربت بيدي على كتفك, وأقول " وداعاً أنا بالإنتظار "...

تحبني أعرف.. مرغمٌ على الرحيل أعرف.. ولكن من منّا يا حبيبي يعشق الألم..من منا يعشق الأحزان...

من منا يدمن الموت ويمارس اغتيال نفسه كل ليلة؟!.. من منا يرقص على مدامع الشيطان...

فالمرءُ يا حبيبي إذا جُرح يكسر زجاج القمر ويُغرق الليل ويخدش وجه السماء بأظافره ويسدل كل الشرعان...

العاشق يا حبيبي عندما يبكي يُطفئ النجوم ويُحرق السماء ويطلق لوحشيته العنان...

العاشق عندما يدمن على من يحب يصبح أهوجاً وأحمقاً.. يصبح أغرب إنسان...

ارحل لن أقولَ مجدداً " لا ترحل "... لن أرفض أو  أعارض أو أبتدع من الحجج الألوان...

سأودعك بصمتي المطرق وأرضى بواقعي الذي ما كان في الحسبان...

ولكن حبيبي خذ قلبي معك, علّه يحميك في غيابي... ويأنس وحدتك في برد الشتاء...

خذه ولا تفكر ولا تنتظر... خذه و غادر مسرعاً ولا تنظر إلى الوراء...

واتركني أنا بألمي ودمعي... ففراقكما عليَّ صعبٌ ومميتٌ ومحزنٌ جداً جداً ,ومالي سوى الحنين أوحد عزاء..

أبقِه كالمنديل بين ثنايا حقائبك... ضعه إلى جانب سريرك وانظر إليه كل ليلةٍ واجهش بالبكاء...

وقل "هذا فؤاد من أعيا الفراق ليلها وأبكى نهارها" ولم يبق لها سوى البكاء...

وإن أرغمك القدر على أن تكون لغيري.. و إن نسيتني ولابدّ...وملكتك غيري من النساء..

أعد هذا القلب إليّ...أرسله فما عدتَ بحاجة إليه ، وما عاد ينفعه البقاء...

وما عادت أنفاسك تحييه في بعده عني... باتت كالجمر تشعل النار بأوصاله وكل الأنحاء...

سيحزن على الفراق أجل...ولكن لا تخف لن يموت.. هو أقوى منك وأقوى من الموت وأكبر

هو أكبر من كل الأسى واليأس والأحزان... هو سيد الأمس واليوم والغد.. ولا يضيمه ألمٌ ولا حظٌ أعتر...

أرسله ولا تبتئس.. وإن سألك أحدٌ عنه, قل "هو ماضٍ قديمٍ جداً... هو ليس شيئاً هامّاً... هو مجرّد ذكرى لا أكثر".