رأيتك في عينيه

تلمستك في يديه

حدّقت بك كثيرا في ملامحه

ثم وقفت حائرا

كيف اشق صدره لأخرجك منه دون ان اجرحه

ربما كان يحبك

لكنه لم يكن ابدا على دراية بان امطار الحب لا تأتي فقط في فصل الشتاء

ربما كان يشعر معك ببعض من رجولته

لكنه لم يدرك بأن للرجولة انكسارات كثيرة تبدأ حين تنهمر اول دمعة لمعتقلة على صدر سجانها

ربما كان يهمس في اذنيكي بصوت عذب لكن ما الذي تفعله العذوبة في الزنازين المظلمة

اقف حائرا مذهولا

انني اسمع صراخك في صوت ضحكاته هل اخنق صوته هل اخرس تلك الضحكات كي يبقى صراخك نقيا

حين يودعني كنت الهث اليه كي احظى بلمسة من يديكي غرستها في كفيه فأصر على تقبيله كي اغرق اكثر في شفاهك المطبوعة على مسامات جلده

احاول ان اعانقه كي استطيع ان اشتم رائحة عطرك المنتشرة في ثيابه

وحين يدير ظهره لي بكل برودة ليرحل

ترحلين بجسدك

لتبقى صرخاتك انت داخل اذني

لتبقى روحك منتشرة في المكان

اه من عذاباتي

كيف اخرجك من بين عظامه لأزرعك في نخاعي

اعلم انني كالقاتل الملعون لكنني لم ازل اقتل بكلماته الف مرة دون ان اصرخ

ابلع خناجره بكل سرور كي ابقى محتفظا بروحك داخل اروقة عروقي

سيدتي

لست سيئا الى هذا الحد

لكنني ايضا ضعيف أمام كبريائي

سأنفض الان من تحتي سجادته الحمراء لاتجه الى محرابك انت

وسأفتح شبابيك الكنيسة لكل القديسين لكل الملائكة

سأضيئ شمعة امام عينيكي انت

وسأخفض رئسي الى بلاطك الرخامي وبصوت منخفض

اعلن توبة القاتل فوق جثمان الخطيئة

وأقول إغفري لي فأنا أحبك أنت